إجابات صادمة.. متى أكلت آخر مرة؟ هكذا أجاب أهالي غزة (فيديو)

في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المتواصل على قطاع غزة، يتعمّق الجوع وتختفي مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء ودواء.

ووقد أصبحت وجبة “العدس” بكميات ضئيلة الملاذ الوحيد لعائلات بأكملها، في حين يصارع الأهالي الجوع يوميا في ظل غياب مصادر الدخل وتوقف المساعدات الغذائية، كما تشهد الأسواق فراغا شبه كامل من المواد التموينية.

الجزيرة مباشر سألت العديد من مواطني غزة عن آخر مرة تناولوا فيها طعاما وماذا كان هذا الطعام، وهو ما كشف عن مأساة إنسانية حقيقية في روايات الأهالي، الذين أصبح أقصى أمانيهم وجبة تسد رمقهم ورمق أطفالهم.

“متى أكلت آخر مرة؟”

قالت إحدى المواطنات وهي تغالب دموعها، للجزيرة مباشر “أنا نفسي آكل، هما وصلونا لهذه الحالة.. عمري ما احتجت حدا، بس فعليًّا إحنا بدون أكل من 45 يوما، عايشين على العدس، 9 أفراد على وجبة وحدة”.

ووصفت امرأة أخرى يومياتها قائلة “شو بدي أعمل؟ ما في أكل، وما معنا فلوس، أكلوا أولادي الصبح عدس، وما في غيره”. وأضاف رجل بصوت مثقل بالقهر “نتفة عدس أكلوها الأولاد الصبح، بس شو بدها تسوي إلهم حبة العدس؟”.

منذ نحو 20 شهرًا، يعتمد سكان قطاع غزة على المساعدات الغذائية والتكيات الخيرية لتلبية احتياجاتهم اليومية (الجزيرة مباشر)
منذ نحو 20 شهرًا، يعتمد سكان غزة على المساعدات الغذائية والتكيات الخيرية لتلبية احتياجاتهم اليومية (الجزيرة مباشر)

“وجبة واحدة لكل العائلة”

الحال لا يختلف كثيرًا عند أمهات أخريات يحاولن المستحيل لتوفير أي شيء يسد رمق أطفالهن، وقالت إحداهنّ للجزيرة مباشر “الساعة 8 لما فطّرت الأولاد ما كان في خبز، بس نتفة عدس. حتى لما نروح السوق ما في مصاري نشتري عدس أو خبز. كله صار من التكيات”.

وأضافت أخرى “إحنا عايشين على تكية العدس، مرة ناخذ ومرة لا. أمس أعطوني مغرفة عدس واحدة، من أمس وأنا والأولاد عايشين عليها. والله مش شبعانين، مجرد محلول ملحي، ملح وعدس. أقسم بالله إني هزيلة ودايخة”.

ومع غياب الدعم الإنساني، تواصل الكثير من العائلات في غزة المبيت على جوع، ويروي أحد المواطنين “أحيانا ننام بدون أكل، وإذا إجانا أكل بيكون من تكية أو مؤسسة، وبطلنا نسأل عن الطعم، بدك تاكل لأنه ما في خيار. بس حتى المؤسسات بطلت توزع، لأنه كل المخزون خلص”.

ويضيف آخر بنبرة محمّلة بالوجع “كل يوم ننام جعانين، وطول النهار ما بنقدر نمشي. المياه كلها ملوثة وما بنشربها. شوف الأطفال، ماشيين بالطناجر ومش لاقيين أكل. وين العالم؟ وين الدول العربية؟ الأطفال بتموت من الجوع”.

ومنذ نحو 20 شهرا، يعتمد سكان قطاع غزة على المساعدات الغذائية والتكيات الخيرية لتلبية احتياجاتهم اليومية، وذلك بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة الناتجة عن الحرب الإسرائيلية. ويشكل قرار إغلاق المعابر تهديدا بعودة المجاعة إلى غزة.

خطر المجاعة يهدد الجميع

ووفقا لتقرير لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، صدر الشهر الجاري، فإن جميع السكان في مختلف أنحاء قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة في ظل تصاعد وتيرة القتال من جديد واستمرار إغلاق المعابر، وندرة الغذاء على نحو خطير.

وقال البرنامج إن الجوع وسوء التغذية تفاقما بشكل حاد منذ حظر الاحتلال الإسرائيلي دخول جميع المساعدات في 2 مارس/آذار الماضي.

وأوضح البرنامج أنه وفقًا لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) “يواجه 470 ألف شخص في غزة مستويات كارثية من الجوع (المرحلة الخامسة من التصنيف)، ويعاني كافة السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يحذر التقرير من أنه يُتوقع أن يحتاج نحو 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أم، إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان