غوغل تُعيد اختراع الإنترنت.. حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي تنطلق من محرّك البحث إلى هاتفك المحمول (شاهد)

في خطوة تؤذن ببدء حقبة جديدة من الذكاء الاصطناعي، أعلنت غوغل خلال مؤتمرها السنوي، الثلاثاء الماضي، مجموعة من الابتكارات التي تعيد رسم ملامح الإنترنت كما نعرفه، وذلك من خلال تحويل محرّك البحث إلى تجربة حوارية ذكية، وتقديم مجموعة من الأدوات الثورية، في تحول شامل يجعل الذكاء الاصطناعي حاضرا في كل زاوية من الاستخدام الرقمي خلال حياتنا اليومية.
وضع الذكاء الاصطناعي
وشهد مؤتمر غوغل لهذا العام، الكشف عن ميزة جديدة تسمى “وضع الذكاء الاصطناعي”، تختلف عن الملخصات التقليدية؛ فهي ليست مجرد إضافة على صفحة نتائج البحث، بل تمثل بديلا كاملا لعملية البحث التقليدية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبالذكاء الاصطناعي.. اللحظات الأخيرة من حياة مواطن مصري ضحى بحياته لإنقاذ حي سكني (فيديو)
بتقنية الذكاء الاصطناعي.. تقرير يوثق أول اقتحام للأقصى بعد احتلال القدس عام 1967 (شاهد)
“iOS 26” وابتكارات ثورية.. أبل تكشف عن مفاجأة “الزجاج السائل” وذكاء اصطناعي يغير قواعد اللعبة
وتوفر هذه التقنية إمكانيات متقدمة مثل تحليل الأسئلة إلى مواضيع فرعية، وتنفيذ استفسارات متعددة بشكل متزامن، مع تقديم إجابات دقيقة وروابط مفيدة من الويب.
وخلال تجربة حصرية استمرت عدة أشهر، لوحظ أن وضع الذكاء الاصطناعي يقدم إجابات واضحة وخالية من الإعلانات، كما يستخدم قوائم ووحدات عرض تفاعلية خاصة عند الاستعلام عن المنتجات.
ورغم طابعها الحواري، فإنها تظل تشبه في جوهرها وظيفة البحث التقليدي، وتنافس بقوة أدوات مثل “ChatGPT” في أداء المهام المختلفة.
وفي تحديث رئيسي، أعلن محرك البحث العالمي أن المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أصبح بإمكانهم الآن تحويل بحث غوغل إلى “وضع الذكاء الاصطناعي”.
وعُرضت هذه الميزة في مارس/آذار الماضي، في إطار تجربة للاختبار، وهي تتخلى عن نتائج البحث التقليدية التي تتيح نطاقا واسعا من المعلومات وتستبدل بها إجابات حاسوبية دقيقة ومباشرة للاستعلامات المعقدة.

“خطة الذكاء الاصطناعي الفائقة”
كما أعلنت شركة غوغل عن “إيه آي ألترا بلان” أو “خطة الذكاء الاصطناعي الفائقة”، التي تتيح للمستخدمين، مقابل 249.99 دولارا شهريا، حدودا أعلى للذكاء الاصطناعي ووصولا مبكرا إلى أدوات تجريبية مثل “بروجيكت مارينر”، وهو ملحق لمتصفح الإنترنت يُمكّن من أتمتة ضغطات المفاتيح ونقرات الفأرة، و”ديب ثينك”، وهو نسخة من نموذج جيميناي المتميز، أكثر قدرة على التفكير المنطقي في المهام المعقدة.
ويُقارن هذا السعر بخطط شهرية قيمتها 200 دولار من مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي (أوبن إيه آي وأنثروبيك)، مما يبرز سعي الشركات لاستكشاف سبل لتغطية التكاليف الباهظة لتطوير الذكاء الاصطناعي. كما تتضمن خطة غوغل الجديدة 30 تيرابايتا من التخزين السحابي واشتراكا مجانيا في اليوتيوب.
Veo 3
وخلال المؤتمر كشفت الشركة العملاقة عن أحدث وأكثر نماذجها طموحا في توليد الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو نموذج “Veo 3”.
ويمثل هذا الإصدار الأخير قفزة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمحو الحدود بين المحتوى الذي يصنعه الإنسان والمحتوى الذي تنتجه الآلة.
ولعل ما يميز “Veo 3” ليس فقط قدرته على إنشاء صور بصرية واقعية بشكل مذهل استنادا إلى نصوص بسيطة، بل أيضا قدرته الجديدة على توليد الصوت المتزامن بما يشمل الحوارات، وضوضاء الخلفية، والموسيقى، والأصوات المحيطة، ويضعها كلها في مخرج واحد متكامل.
Yeah, we’re doomed.
This is completely Al generated, all it took was a prompt.
Sounds, visuals, all fake.
And when I say we, I mean people who make films, tv, art, etc.
Historians will still be needed… for now.
VEO3: pic.twitter.com/tYR3HMB41R— Fake History Hunter (@fakehistoryhunt) May 21, 2025
وصُمم “Veo 3” خصيصا لصناع المحتوى، والمعلمين، والمسوقين، وصانعي الأفلام، حيث يقلل بشكل كبير من العقبات التي تعترض إنتاج الفيديوهات الاحترافية. فبمجرد كلمات قليلة فقط، يمكن للمستخدمين توليد فيديوهات غنية وغامرة كان يتطلب إنتاجها سابقا فريقا كاملا، ومعدات، وموارد كبيرة بعد التصوير.
ولا تقتصر الأهمية الكبرى لهذا التطور على مجال الترفيه فقط، بل تشمل أيضا التعليم، والصحافة، والأعمال، وغيرها من المجالات.
تجربة الملابس افتراضيا
كما كشفت غوغل عن تحديث جديد لميزة “جربها” (Try It On) الخاصة بتجربة الملابس افتراضيًّا، مما يمثل نقلة نوعية في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التسوق عبر الإنترنت.
وكانت غوغل قد قدمت ميزة تجربة الملابس افتراضيًّا لأول مرة عام 2022، حيث اعتمدت حينها على نماذج ذكاء اصطناعي، تُظهر مظهر الملابس على أجسام مشابهة للمستخدمين، حسب النوع والحجم.
أما في التحديث الجديد الذي أُعلن عنه الثلاثاء الماضي، فيمكن المستخدم تحميل صورة شخصية له، ليرى مباشرة كيف ستبدو الملابس عليه بشكل واقعي ومحاك للحقيقة.
Just tried Google’s Virtual Try-On feature 👀
It’s amazing to see how clothes might look on you in real-time! 🧥👗
While it lacks depth, the fit is surprisingly accurate for most outfits.
Online shopping just got way smoother and more confident. 🚀🛍️
Will you use this? pic.twitter.com/wm9U8HrjTH
— Abhishek Bhatnagar (@abhishek) May 26, 2025
وفي هذا السياق، قالت فيديا سرينيفاسان، نائبة رئيس قسم الإعلانات والتجارة في غوغل “تجربة القياس الافتراضية لدينا تعمل باستخدام صورتك أنت، وليست صورة مسبقة أو عارضة لا تشبهك”.
وتعكس هذه الخطوة التزام غوغل بجعل أدوات التسوق أكثر تخصيصا وواقعية، عبر تقديم تجربة تفاعلية تعزز من ثقة المستهلك في قرارات الشراء الإلكترونية.
Gemini live
كذلك بدأت شركة غوغل رسميا توفير ميزة مشاركة الشاشة والكاميرا عبر تطبيق “Gemini” على نظام “iOS”.
وكانت هذه الميزة متاحة سابقًا فقط لمستخدمي نظام أندرويد، لكنها تصل الآن إلى أجهزة آيفون، مما يتيح لمستخدمي التطبيق إمكانية مشاركة شاشة الجهاز أو بث الكاميرا مباشرة مع مساعد “Gemini” الذكي.
وتعمل هذه الميزة ضمن واجهة المحادثة التفاعلية الحية (Live) الخاصة بـ”Gemini”، مما يسمح بإجراء محادثات أكثر تفاعلية ووعيا بصريا، حيث يمكن للمساعد مشاهدة ما يُعرض على الشاشة أو عبر الكاميرا وتقديم دعم أكثر دقة وسرعة في الوقت الحقيقي.
فعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدمين توجيه كاميرا هواتفهم نحو معلم سياحي أو متجر أو طبق طعام للحصول على معلومات فورية. ومع تحريك الكاميرا، يقوم “Gemini” بتحديث ردوده لحظيًّا. وبنفس الطريقة، تتيح مشاركة الشاشة الحصول على دعم مباشر استنادًا إلى ما يظهر من مواقع إلكترونية أو صور أو مستندات.
تقنيات أخرى
كما قامت غوغل بعمل تحديثات إضافية لتوفير “مساعد ذكاء اصطناعي عالمي” للمستخدمين، يمكنه تنفيذ وظائف نيابة عن الشخص دون أي أسئلة إضافية.
وقدّمت غوغل عرضا توضيحيا لتحديث “أسترا بروجيكت”، وهو نموذج أولي أعلن عنه العام الماضي يمكّن المستخدمين من التحدث في الوقت الحقيقي مع المستخدم عن كل شيء مصور على هاتفه الذكي، مظهرا قدرته على تحليل الملفات المعدة بصيغة المستندات المنقولة (بي دي إف) واستخراج معلومات من مقطع مصور على اليوتيوب لمساعدة المستخدم على إصلاح دراجة.
وبدوره، أعلن سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لغوغل عن تطورات أخرى تعمل بالذكاء الاصطناعي، منها ردود شخصية في “جي ميل” وتحديث لبرنامج مؤتمرات الفيديو (غوغل ميت) الخاص بالشركة، الذي يتيح ترجمة الاجتماعات بين الإنجليزية والإسبانية في الوقت الفعلي.
كما استعرض بيتشاي (غوغل بيم)، وهو جهاز يجعل محادثات الفيديو تبدو وكأنها شخصية وليس افتراضية، وذلك بالشراكة مع “إتش بي”.