مشاهد صادمة من مراكز عزل مرضى الكوليرا في قلب الخرطوم (فيديو)

بيّن مقطع فيديو متداول وضعا مزريا لعدد من المصابين بوباء الكوليرا في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم يتلقى معظمهم العلاج وهم على الأرض، وسط فوضى في المكان وحركة المرضى والمعالجين والأهالي.
ووثّق المقطع الذي تم تصويره من داخل أحد مراكز العزل في أم درمان غربي العاصمة السودانية، تجمعا لعدد من المصابين، بعضهم يرقد من غير حراك على الأرض، خارج غرف المستشفى، في حين يجاهد معالجون في محاولة لتركيب المحاليل الطبية وعلاجات أخرى وسط الزحام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلتحويله إلى معبر “ذكي وآمن”.. السودان يبحث مع مصر نقل تجربة رفح إلى أرقين
صديق المهدي.. الحرب انتقلت لمرحلة البحث عن الشرعية
الجيش السوداني يخلي منطقة المثلث الحدودية مع مصر وليبيا
“الكوليرا تنتشر بصورة كبيرة”
من جانبها حذرت منظمة أطباء بلا حدود من انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم وقالت إنها تعمل عن كثب مع وزارة الصحة السودانية لتعزيز جهودها والاستجابة لتفشي المرض، مشيرة إلى وجود 13 وحدة لعلاج الكوليرا تعمل في الولاية.
وأكدت المنظّمة في بيان أنها تدعم 7 من هذه المراكز لضمان عملها بكامل طاقتها وإمكانية توسيع قدراتها تبعًا للاحتياجات.
وناشدت الجهات المانحة والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية الارتقاء بجهود تعزيز المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الخرطوم على وجه السرعة للحد من تفشي المرض.
الإصابات في الخرطوم
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت الأحد تسجيل 45 إصابة جديدة بوباء الكوليرا ليرتفع عدد الإصابات التي تتلقى العلاج إلى 800 في ولاية الخرطوم، بعد أن أعلنت يوم السبت، تسجيل مئات الإصابات في الولاية خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، في بيان، إن الزيادة الأخيرة في إصابات الكوليرا تُقدَّر بمتوسط 600 إلى 700 حالة أسبوعيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وكشفت لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة بالولاية، في تقريرها اليومي حول الوضع الوبائي للإسهال المائي الحاد (الكوليرا) الذي أوردته الوكالة الرسمية، عن تنفيذ تدخلات واسعة للحد من انتشار الوباء خاصة في محلية أم درمان الكبرى.
وأشار التقرير الذي صدر يوم الأحد، إلى خلو مراكز العزل في مستشفيات بمدينة أم درمان، من حالات الوفاة، بينما استقبلت العيادات الميدانية 13 حالة جديدة، مشيرا إلى أن فرق الاستجابة السريعة سجلت 45 حالة إصابة جديدة أمس.
ولفت تقرير غرف العزل بالمستشفيات إلى وجود نحو 800 حالة إصابة تتلقى العلاج، تعافى منها 218 شخصا وغادروا إلى منازلهم بعد استكمال الرعاية الصحية، في حين تم حجز 206 حالات في 13 مستشفى بالولاية.
نداء لتدارك الوضع الصحي
ويوم الجمعة، أطلقت شبكة أطباء السودان نداءً لتدارك الوضع الصحي بسبب انتشار الكوليرا بالخرطوم، وأعلنت وفاة 9 حالات ووصول 521 إصابة بالمرض إلى مستشفى النوّ التعليمي في أم درمان، يوم الخميس فقط.
وبلغ إجمالي المصابين بالكوليرا 60 ألفا و993، توفي منهم 1632 شخصا، بحسب آخر إحصائية حكومية في 6 مايو/أيار الجاري، وفي 12 أغسطس/آب الماضي، أعلنت السلطات السودانية الكوليرا وباءً في البلاد.
وانتشر وباء الكوليرا بعد قصف قوات الدعم السريع ثلاث محطات للكهرباء في أم درمان، مما أدى إلى توقف عمل محطات المياه نظرا إلى انقطاع التيار، فاضطر السكان إلى استخدام مياه غير آمنة مثل الآبار السطحية أو المياه المسحوبة من النيل مباشرة.

الأمم المتحدة تحذر من التدهور
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة الخميس من تدهور الوضع الإنساني في السودان الذي مزقته الحرب، وقال المتحدث باسم الأمين العام، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة من السودان يدفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نقلا عن المنظمة الدولية للهجرة، إن انعدام الأمن في ولاية غرب كردفان، أجبر ما يقرب من 47 ألف شخص على النزوح من بلدات في الولاية.
وفي ولاية شمال دارفور، نزح نحو ألف شخص من مخيم “أبو شوك” ومدينة الفاشر في الأسبوع الماضي وحده، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من هذين المكانين هذا الشهر إلى 6 آلاف شخص، وقال إن شمال دارفور يستضيف ما يقدر بأكثر من 7.1 ملايين نازح إجمالا.
ويؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تعميق الأزمة، وقال المتحدث إن الأمم المتحدة قلقة أيضا من تصاعد حالات الكوليرا في بعض المناطق في ولاية الخرطوم.