فوضى وإطلاق نار في رفح.. الشركة الأمريكية تفشل في السيطرة على توزيع المساعدات (فيديو)

أظهرت مشاهد مصورة، حصلت عليها الجزيرة مباشر، حالة من الفوضى العارمة في مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في حي تل السلطان غربي مدينة رفح، عقب فقدان الشركة الأمنية الأمريكية المكلفة بتأمين عملية التوزيع السيطرة على الحشود، وسط تدافع شديد واقتحام جماهيري للسياج المحيط.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن المئات من الفلسطينيين اقتحموا السياج المفروض حول نقطة توزيع المساعدات، مما أدى إلى انهيار الانظام الأمني المتبع، رغم الاجراءات المشددة التي كانت مفروضة في المكان.

ووصف مراسل الجزيرة مباشر موقع التوزيع بأنه يبدو “كسجن كبير”، مؤكدا أن الشركة بدت غير مستعدة للتعامل مع عشرات الآلاف من المواطنين الباحثين عن الغذاء والمساعدات.

ووفق مصادر خاصة تحدثت للجزيرة مباشر، انسحب موظفو الشركة الأمريكية من موقع التوزيع بعد أن اجتاح الآلاف من سكان رفح المكان، في مشهد يعكس حجم الغضب الشعبي من سوء إدارة عملية التوزيع.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن “حشودا من سكان غزة اقتحموا مركز التوزيع، مما دفع عمال الشركة الأمريكية إلى إطلاق النار في الهواء، دون تدخُّل من الجيش الإسرائيلي الذي لم يكن منخرطا في الأحداث”، مشيرا إلى “استعادة السيطرة على المركز لاحقا”.

في السياق ذاته، طالب فلسطينيون في قطاع غزة باسناد مهمة توزيع المساعدات لوكالة “الأونروا”، نظرا لما تتمتع به من خبرة واسعة وقدرة لوجيستية في التعامل مع الأوضاع الإنسانية المعقدة في القطاع المحاصر.

وأكد مراسل الجزيرة مباشر أن المساعدات التي تُقدَّم حاليا لا تكفي لسد الحاجات الأساسية لسكان غزة، في ظل ما وصفه بعدم تأهيل الشركة الأمريكية للتعامل مع المناطق المكتظة.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي إنجاز 4 مراكز لـ”توزيع المساعدات” في غزة، مدعيا تشغيلها من قِبل منظمات الإغاثة الدولية بحماية شركة تأمين أمريكية في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “تم خلال الأسابيع الأخيرة إنجاز إنشاء مجمعات التوزيع الأربعة التي يجري تفعيلها من قِبل منظمات الإغاثة الدولية بحماية شركة التأمين الأمريكية المدنية في قطاع غزة”.

ولم يقدّم الجيش تفاصيل عن منظمات الإغاثة التي يقول إنه يتعاون معها في إطار توزيع مساعدات داخل قطاع غزة.

وأوضح أن ذلك جرى “بناء على توجيهات المستوى السياسي، بالتنسيق الوطيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي إطار مجهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة“، وفق ادعاءاته.

وبحسب خارطة وزعها الجيش، فإن 3 مراكز ستقام عند ما تسميه إسرائيل محور موراغ الذي يفصل رفح عن خان يونس بجنوب القطاع، في حين سيقام الرابع عند ما تسميه إسرائيل ممر نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن بقية مناطقه.