كندا تستعين بالملك تشارلز لمواجهة تهديدات ترامب

ألقى الملك تشارلز الثالث، اليوم الثلاثاء، خطابا تاريخيا أمام البرلمان الكندي، وهي المرة الأولى التي يترأس فيها أحد ملوك بريطانيا جلسة افتتاح البرلمان الكندي منذ نحو 70 عاما.
وقال الملك تشارلز إن كندا تواجه “تحديات غير مسبوقة في عالم لم يكن بمثل هذه الخطورة من قبل على الإطلاق”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsملك بريطانيا وزوجته يعبئان تمور رمضان (شاهد)
قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يلوّحون باتخاذ “إجراءات ملموسة” إذا لم توقف إسرائيل الهجوم على غزة
قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يعارضون توسيع العملية العسكرية في غزة
ودفع اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم كندا رئيس الوزراء مارك كارني إلى دعوة الملك تشارلز لإلقاء خطاب يحدد أولويات حكومته في الدورة البرلمانية الجديدة.
يشار إلى أن الملك هو رأس الدولة في كندا، وهي عضو في رابطة دول الكومنولث للمستعمرات البريطانية السابقة.
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الكثير من الكنديين يرون أن زيارة الملك تشارلز للعاصمة أوتاوا، التي استمرت يومين، رمز لدعمه كندا في مواجهة الحرب التجارية التي يشنها عليها ترامب، وتهديده المتكرر بضمها لتصبح الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.
“هوية كندا الفريدة”
وأضاف الملك في خطابه أن “العديد من الكنديين يشعرون بالتوتر والقلق من العالم الذي يتغير بصورة جذرية من حولهم”.
وأوضح “لطالما كنت أكن إعجابا كبيرا لهوية كندا الفريدة، المعروفة في شتى أنحاء العالم بالشجاعة والتضحية دفاعا عن القيم الوطنية، وبالتنوع ولطف الكنديين”.
وذكر أنه عندما افتتحت والدته الراحلة الملكة إليزابيث جلسة البرلمان الكندي في 1957 “كانت الحرب العالمية الثانية ذكرى جديدة ومؤلمة، وكانت الحرب الباردة تحتدم”.
وأشار إلى أن “الحرية والديمقراطية كانتا تتعرضان للتهديد. واليوم تواجه كندا لحظة حرجة أخرى، ويعتز الكنديون بقيم الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية، وتصمم الحكومة على حمايتها”.

“الحكومة ستحمي سيادة كندا”
وأضاف الملك تشارلز أن الحكومة الكندية “ستحمي سيادة كندا عن طريق إعادة بناء القوات المسلحة الكندية وإعادة تسليحها وإعادة الاستثمار فيها”.
وتابع الملك قائلا “ستحفز (الحكومة) صناعة الجيش الكندي عن طريق المشاركة في خطة إعادة تسليح أوروبا، وبذلك تسهم مع الشركاء الأوروبيين في الأمن عبر المحيط الأطلسي. وستستثمر في تعزيز وجودها في الشمال، بينما تواجه هذه المنطقة، التي تُعَد جزءا لا يتجزأ من الأمة الكندية، تهديدات جديدة”.
وأشار الملك تشارلز إلى أن “نظام التجارة العالمية المفتوحة، الذي أسهم وإن لم يكن مثاليا في تحقيق الرخاء للكنديين لعقود، آخذ في التغير. كما أن علاقات كندا مع شركائها تشهد تغيرا أيضا”.
وتابع قائلا “يجب أن نكون واعين تماما، فالعالم أصبح مكانا أكثر خطورة وغموضا من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية”.
ولم يصدر عن الملك تشارلز أي تعليق علني بشأن ضغوط ترامب بشكل مباشر، وذلك بسبب التزام الملك المعتاد بالحياد السياسي.
وعلى الرغم من أن الملك قرأ الخطاب، فإن مكتب رئيس الوزراء الكندي هو الذي كتبه لتحديد أولويات الحكومة في “بناء كندا قوية” وكيفية تحقيق ذلك.
يشار إلى أن زيارة تشارلز الثالث -الذي ترافقه الملكة كاميلا- هي العشرون له لكندا، لكنها الأولى منذ اعتلائه العرش في سبتمبر/أيلول 2022.