إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب بسرعة وبلا مراسيم.. ما الأسباب؟

ماسك أقر بأن محاربة البيروقراطية الحكومية أصعب كثيرا مما كان يعتقد
ماسك أقر بأن محاربة البيروقراطية الحكومية أصعب كثيرا مما كان يعتقد (رويترز)

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أنه سيغادر منصبه رئيسا لإدارة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لينهي تجربة فريدة لأغنى رجل في العالم حاول خلالها تخفيض النفقات الهائلة للحكومة الأمريكية بلا نجاح.

وقال ماسك في منشور على منصة “إكس” التي يمتلكها إن وقته المحدد “كموظف حكومي خاص” بلغ نهايته، ووجّه الشكر لترامب لإتاحة الفرصة له لتخفيض الهدر في الإنفاق الحكومي.

وأكد ماسك أن فريق إدارة الكفاءة الحكومية الذي ترأسه سوف يستمر في عمله، “وسيصبح أقوى بمرور الوقت بعد أن أصبح أسلوبا للحياة في جميع نواحي الحكومة”، وفق ما قاله في منشوره على “إكس”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ”رويترز” مساء أمس الأربعاء، إن نبأ مغادرة ماسك للإدارة صحيح، وإنه “سيبدأ المغادرة الليلة”.

وذكرت “رويترز” أن مغادرة ماسك لوظيفته كانت سريعة وغير رسمية، ووفقا لمصدر مطلع لم يُجرِ ماسك محادثة رسمية مع ترامب قبل إعلان مغادرته، وأضاف المصدر أن مغادرته اتُخذت “على مستوى كبار المسؤولين”.

انتقاد مشروع قانون الضرائب

وتأتي مغادرة ماسك لمنصبه الحكومي بعد يوم من انتقاده مشروع قانون الضرائب الضخم الذي طرحه ترامب، واصفا إياه بأنه مكلف للغاية ومن شأنه أن يُقوض عمله مع إدارة الكفاءة الحكومية.

وقال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض، بمن فيهم ستيفن ميلر، نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض، انزعجوا بشكل خاص من هذه التعليقات، واضطر البيت الأبيض إلى الاتصال بأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتأكيد دعم ترامب لقانون الضرائب الذي سبق أن وصفه بالقانون “الكبير والجميل”.

وخلال حملة ترامب الانتخابية قال ماسك إن إدارة الكفاءة الحكومية ستتمكن من خفض الإنفاق الاتحادي بما لا يقل عن تريليوني دولار، ووفقا للتقديرات الحالية للإدارة، فإن جهودها أسفرت عن توفير 175 مليار دولار حتى الآن.

وتمكن فريق إدارة كفاءة الحكومة من خفض القوة العاملة في هيئات ومؤسسات الحكومة الفيدرالية، والبالغ عددها 2.3 مليون موظف، بما يقارب 12% أو 260 ألف موظف، وذلك من خلال تهديدات بالفصل والإقناع بالاستقالات الجماعية وعروض تقاعد مبكر.

ماسك وجه الشكر لترامب على الفرصة التي منحها له
ماسك وجّه الشكر لترامب على الفرصة التي منحها له (رويترز)

صدام مع كبار المسؤولين بفريق ترامب

غير أن ماسك خلال ترأسه لإدارة الكفاءة الحكومية اصطدم بثلاثة من كبار أعضاء حكومة ترامب، وهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير النقل شون دافي، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.

كما وصف ماسك مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو بأنه “أحمق”، لأنه رفض اقتراح بإلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي يرتبط ماسك بعلاقات تجارية مهمة معها خاصة ألمانيا التي بها مصانع لشركة “تسلا” للسيارات التي يمتلكها ماسك.

وفي الوقت نفسه، بدأ ماسك يلمح إلى أن وقته في الحكومة سينتهي، بينما عبّر في بعض الأحيان عن إحباطه لأنه لم يتمكن من خفض الإنفاق بشكل أقوى.

“التفرغ لشركة تسلا”

وعبّر ماسك عن إحباطه في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”، الثلاثاء، حيث أقر بأن “وضع البيروقراطية الفيدرالية أسوأ بكثير مما كنت أعتقد”، مضيفا أن محاولة إصلاح الأمور في واشنطن “مهمة شاقة”.

وقال ماسك للصحيفة إن فريق إدارة الكفاءة الحكومية تحول إلى “فتى جلد”، حيث وجهت الانتقادات إليه بسبب أي شيء خاطئ حدث في البيت الأبيض في عهد ترامب.

وأثارت أنشطة ماسك السياسية احتجاجات، ودعا بعض المستثمرين ماسك إلى ترك عمله مستشارا لترامب، والتفرع لإدارة شركة “تسلا” وغيرها من مشروعاته، ومنها أيضا شركة “سبيس إكس” للفضاء.

وبعد أن أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم الحملة الرئاسية لترامب والجمهوريين الآخرين في العام الماضي، قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيخفض إنفاقه السياسي بشكل كبير.

وقال ماسك خلال منتدى اقتصادي في قطر “أعتقد أنني فعلت ما يكفي” .

المصدر: الغارديان البريطانية + رويترز

إعلان