من هو الرجل الذي اتهم رسميا بدهس العشرات أثناء احتفال ليفربول بالدوري؟

وجهت الشرطة البريطانية، الخميس، رسميا اتهامات عدة لرجل بريطاني يبلغ من العمر 53 عاما بعد أن صدمت سيارته حشدا من مشجعي كرة القدم في مدينة ليفربول خلال احتفالهم بالفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، يوم الاثنين.

واتهمت الشرطة بول دويل، من منطقة وست ديربي في ليفربول، بارتكاب 7 جرائم منها القيادة الخطرة والتسبب في أذى جسدي عمدا. وأُلقي القبض عليه يوم الاثنين وسيمثل أمام محكمة ليفربول الجزئية، الجمعة.

وحدثت الواقعة في وسط مدينة ليفربول المكتظ بالجماهير مساء الاثنين، وأظهرت لقطات مصورة سيارة “فورد جالاكسي” رمادية اللون تصطدم بحشد من العشرات، فأصابت 79 شخصا.

وقالت الشرطة إن الواقعة ليست عملا إرهابيا، ولا يزال 7 أشخاص في المستشفى في حالة مستقرة بعد تلقي العلاج.

إشادة بموقف الشرطة البريطانية

وكان ناشطون أشادوا بشرطة ليفربول لأنها سارعت بالإعلان عن أن مرتكب الحادث هو “بريطاني أبيض”، وذلك خشية انتشار شائعات قد تنسب الحادث لمهاجرين من أعراق أخرى، كما حاول اليمين المتطرف في حوادث سابقة، لتوظيفها ضد المهاجرين.

وكانت أعمال العنف العنصرية المعادية للأجانب اندلعت في بريطانيا بعد هجوم بسكين، أودى بحياة 3 فتيات خلال درس للرقص في 29 يوليو/تموز الماضي في مدينة ساوثبورت، بشمال غرب إنجلترا، بعد أن قام مؤثرون ينتمون لليمين المتطرف بترويج معلومات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي تدّعي أن القاتل هو طالب لجوء مسلم، واتضح بعدها أن مرتكب الحادث ليس مسلما ولم يهاجر، بل مولود في مدينة كارديف لأسرة إفريقية مسيحية.

وكان نحو مليون شخص خرجوا للاحتفال بفوز ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، وشاهدوا حافلة مكشوفة تستعرض الفريق وطاقمه مع الكأس في وسط المدينة.

جندي سابق وأب

وقالت جيني سيمز مساعدة قائدة شرطة ليفربول للصحفيين أثناء إعلانها عن الاتهامات “أتفهم تمامًا كيف خلّفت هذه الواقعة صدمة وحزنا لنا جميعا، وأعلم أن كثيرين ستظل لديهم مخاوف وتساؤلات”، وأضافت “يعمل محققونا بلا كلل للبحث عن إجابات لكل هذه الأسئلة”.

وذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الخميس، أن دويل متزوج وأب لثلاثة أطفال، ويعمل في إدارة متجر صغير ويعيش في منطقة هادئة في ليفربول.

وقبل أن يفتتح متجره الخاص، كان دويل جنديا في مشاة البحرية الملكية البريطانية.

وعن دوافع الحادث قالت سارة هاموند، المدعية العامة الرئيسة في مكتب الادعاء العام في ليفربول “لا يزال التحقيق في مراحله الأولى. ويواصل المدعون العامون والشرطة العمل بوتيرة متسارعة لمراجعة كمية كبيرة من الأدلة”.

وبعد أن استبعدت الشرطة الدوافع الإرهابية للحادث، تظل هناك احتمالات أخرى منها تأثير المخدرات أو الكحوليات، أو المشكلات النفسية.