كويكب ناري هز سماء دولة عربية.. علماء يكشفون سر انفجار يعادل 178 طنا من مادة “تي إن تي”

الجرم ينتمي إلى فئة نادرة من النيازك لا يتعدى عددها 30 نيزكًا سنويا حول العالم
الجرم ينتمي إلى فئة نادرة من النيازك لا يتعدى عددها 30 نيزكا سنويا حول العالم (أسوشيتد برس)

شهدت الجزائر في 7 من مايو/أيار 2023 حدثا فلكيا نادرا، حين ظهرت كرة نارية مدهشة في السماء، متوهجة بسطوع فاق ضوء القمر المكتمل.

وقبل يومين، كشف مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء (CRAAG) تفاصيل جديدة، موضّحًا أن الجسم الفضائي شوهد من ولاية المسيلة وصولًا إلى جنوب إسبانيا، مصحوبًا بصوت انفجار قوي دوّى في الأفق.

ووفقًا لبيانات “كاميرات” المراقبة وأجهزة الاستشعار، فقد تفتت الجرم الفضائي في الساعة 23:00:07 بالتوقيت العالمي، أي في تمام الساعة 23:59 بالتوقيت المحلي، على ارتفاع حوالي 35 كيلو مترا عن سطح الأرض فوق منطقة الحاكمية في ولاية البويرة، ونتج عن الانفجار موجة صدمية عنيفة رُصدت من خلال 14 محطة زلزالية.

رصد الموجات الزلزالية

وأظهرت قياسات الأرض الناتجة عن الحدث أن شدة اهتزاز السطح تعادل زلزالًا محليًا بقوة 2.1 درجة على مقياس ريختر.

ولم تقتصر آثار الموجات على الجزائر فقط، بل تم الكشف عن الموجات تحت الصوتية الناتجة عن الانفجار حتى في جنوب شرق ألمانيا، ما يعكس قوة الاصطدام وسعة انتشاره الجوي.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات الشبكة الزلزالية الجزائرية ونظام الرصد الدولي للموجات تحت الصوتية، وقدّروا طاقة الانفجار بما يعادل 178 طنًا من مادة (تي إن تي) المتفجرة، وبناءً على هذه الحسابات، تراوحت كتلة الكويكب بين 4 و14 طنًا، فيما قدّر قطره بين 0.5 و1 متر.

إنجاز بحثي غير مسبوق

ومن جانبه، أعلن مركز (CRAAG) عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، أن هذا الحدث يمثل أول دراسة من نوعها في الجزائر حول انفجار جرم سماوي في الغلاف الجوي.

ويُنتظر أن يفتح هذا البحث آفاقًا جديدة في مراقبة الأجسام الفضائية وتحليل سلوكها عند دخولها المجال الجوي للأرض.

وبحسب البيانات العلمية، فإن هذا الجرم ينتمي إلى فئة نادرة من النيازك لا يتعدى عددها 30 نيزكا سنويا حول العالم من حيث الطاقة التفجيرية، ما يعزز أهمية الحدث ودقّة التوثيق الذي تم بفضل التعاون بين التقنيات المحلية والدولية.

المصدر: الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية

إعلان