الضفة.. تصريحات غاضبة من أهالي خلة الضبع: الاحتلال يهدم بيوتنا للمرة التاسعة لكننا لن نرحل (شاهد)

ندد أهالي قرية خلة الضبع، الواقعة ضمن تجمعات مسافر يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية المحتلة، بعمليات الهدم الواسعة التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، مؤكدين أن الهدف هو تهجير السكان الأصليين من أرضهم ضمن خطة استيطانية ممنهجة.

وكانت الجزيرة مباشر وثقت، صباح الأحد، عمليات هدم واسعة نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قرية خلة الضبع الواقعة ضمن تجمعات مسافر يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية المحتلة، التي تُعتبر منطقة استراتيجية تربط بين عدة تجمعات سكانية، وتشكل هدفا استيطانيا واضحا يهدف إلى تفريغها من سكانها الأصليين البالغ عددهم نحو 50 فردا.

وبعد عملية اقتحام مفاجئة للمنطقة، هدمت جرافات الاحتلال 25 منشأة بشكل كامل، بينها منازل سكنية، وآبار مياه، وكهوف، وغرف زراعية، وحظائر للأغنام، وخلايا شمسية، وذلك بعد إجبار السكان على إخلاء منازلهم قسرا ومنعهم من أخذ مقتنياتهم.

صمود رغم الألم

جابر دبابسة، أحد سكان القرية وصاحب أحد البيوت التي هدمها الاحتلال، تحدث للجزيرة مباشر بمرارة، وقال “فوجئنا صباحا بهجوم من جيش الاحتلال وجرافاته، تقتحم المنطقة، حيث هدمت البيوت ومسحت المنطقة بشكل كامل من آبار، وكهوف وحظائر للأغنام، هذا هو الاحتلال الذي لا يمتلك أيّ ذرة من الرحمة، وهذه رسالة بن غفير للفلسطينيين بتهجيرهم”.

وشدد دبابسة على إصراره على البقاء قائلا “نحن صامدون وسنبقى، حتى لو لم يبقَ لنا أي نوع من السكن، سنبقى ثابتين على هذه الأرض التي نعتبرها أغلى من البيوت أو الأشجار التي عليها وما نملكه”.

وأكد دبابسة أنها ليست المرة الأولى التي يهدف فيها منزل له بل إنها التاسعة، مشددًا على صمودهم على أرضهم وأنهم ليس لديهم بديل آخر، وأضاف “فليقتلونا هنا، لأننا لن نرحل، وبعزيمة الشباب سنظل صامدين”.

قامت جرافات الاحتلال بهدم 25 منشأة بشكل كامل (الجزيرة مباشر)

أما الحاج علي دبابسة، فقد وقف فوق ركام منزله المحطم، يحاول التقاط ما تبقى من ذكرياته، وقال للجزيرة مباشر بصوت يملؤه الإصرار “نحن من هذه الأرض لا نرحل إلا للموت، هدموا مئة مرة وسنظل صامدين”.

وفي زاوية أخرى، تراقب الحاجة آمنة دبابسة بصمت وألم بينما تلتهم جرافات الاحتلال حجارة منزلها، قبل أن تقول للجزيرة مباشر “خلة الضبع هي حياتي، عشت فيها 57 سنة، وهُدّمت بيوت أولادي وأحفادي. هذه ليست المرة الأولى، الاحتلال يهدم منذ عام 2000 بشكل دوري. وقبل 4 أشهر كانوا هنا وهدموا، تراب هذه الأرض أغلى من الدنيا كلها ومالها، لو متنا، سنموت على أرضنا ولن نغادر”.

مخطط تهجيري ممنهج

من جهته، أكد محمد ربعي، رئيس مجلس قروي التونة، للجزيرة مباشر أن ما يقوم به الاحتلال هو جزء من خطة تهجير موسعة تطال جميع تجمعات مسافر يطا.

وأضاف ” تهجير مسافر يطا بدأ اليوم، عمليات الهدم الممنهجة التي تمت اليوم في خلة الضبع هي صورة وحشية من كل الاحداث التي يرتكبها الاحتلال في منطقة المسافر، وهذا تأكيد لتهجير السكان بشكل كامل، هدم البيوت في الأعوام السابقة كان تهجيرا صامتا، لكن هدم اليوم هو بمثابة إعلان للتهجير العلني”.

يُذكر أن سلطات الاحتلال أصدرت في عام 2022 قرارا بتهجير السكان من خلة الضبع بحجة أنها تقع ضمن منطقة تدريب عسكري (إطلاق نار). ورغم حصول السكان على أمر احترازي بتجميد القرار، فإن سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية تتجاهل الإجراءات القانونية وتواصل عمليات الهدم والتضييق على السكان.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان