بعد إضراب عمال النظافة.. الشيخ أسرار رشيد يقود حملة لإزالة القمامة في برمنغهام (فيديو)

من قلب مدينة برمنغهام، ثاني أكبر مدينة في بريطانيا من حيث عدد السكان، لفت الشيخ أسرار رشيد، أحد أبرز وجوه المجتمع الإسلامي في المدينة، أنظار السكان، بعدما شوهد وهو يتجول بنفسه بين الشوارع، ويزيل القمامة المتكدسة.
جاءت جهود الشيخ رشيد بعد أسوأ أزمة نفايات شهدتها المدينة خلال السنوات الأخيرة نتيجة إضراب عمّال النظافة احتجاجًا على تقليص رواتبهم من قبل الحكومة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsترامب يعلن التوصل لاتفاق “تاريخي” مع بريطانيا
مسؤولة في الرابطة الإسلامية ببريطانيا: موجة التضامن مع فلسطين غير مسبوقة وهكذا تعاملت معنا السلطات (فيديو)
بريطانيا.. نواب محافظون يطالبون بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين
وقال الشيخ رشيد للجزيرة مباشر “بدأت هذه الحملة لإثبات أن ديننا الإسلام يأمرنا بأن نحافظ على نظافتنا ونحافظ على نظافة الطرق”.
المبادرة التي تلقت ردود فعل إيجابية، وتحولت لاحقًا إلى نشاط أسبوعي، يتوجه فيها المشاركون إلى أحياء مختلفة، لا تكتفي بجمع القمامة، بل تسعى لنشر الوعي داخل الأحياء، كما أوضح رشيد قائلا “ردود فعل الناس في المملكة المتحدة إيجابية، وكانت الاستجابة جيدة جدًا من المسلمين وغير المسلمين”.

تصحيح صورة خاطئة عن الإسلام
وأشار رشيد إلى الكثير من الناس في المملكة المتحدة غير مطلعين على التعاليم الإسلامية فيما يخص النظافة، ولم يكونوا يعلمون أن الإسلام يحث حتى على رعاية الحيوانات مثل القطط والطيور، وأكد أن المبادرة أسهمت في تصحيح تصورات خاطئة لدى شرائح واسعة من السكان.
وأثارت المبادرة، التي بدأت بشكل فردي، تفاعل طلاب المدينة والمجتمع الإسلامي وتجمعهم حوله، ما دفعه لإطلاق مبادرة منظمة لتنظيف الشوارع شارك فيها العشرات، وتحولت لاحقًا إلى نشاط أسبوعي منتظم.
وقال رشيد “لدينا كل أسبوع طلاب علم وطلاب شريعة، يذهبون إلى مناطق مختلفة داخل برمنغهام ويقوموا بتنظيف الشوارع، وتوجيه أصحاب المتاجر وأصحاب المنازل والمقيمين للحفاظ على نظافة الشوارع والطرق”.
وعن موقفه من إضراب عمال النظافة، قال رشيد “أنا أؤيد تمامًا إضراب عمّال النظافة، فالحكومة خفّضت رواتبهم من 40 ألف جنيه إسترليني سنويا إلى 32 ألفًا، في وقت تشهد فيه الأسعار ارتفاعا”.
تجاهل الإعلام البريطاني
ورغم استمرار الحملة لأسابيع، فإنها لم تحظَ بتغطية تُذكر في وسائل الإعلام البريطانية الكبرى، وهو ما فسره الشيخ بقوله “أعتقد أن السبب الحقيقي لغياب التغطية هو أنني أتحدث بصراحة عن فلسطين، وعن غزة، وعن الإنفاق البريطاني على الحروب الخارجية”.
وأضاف “تنفق الحكومة أموالًا على الحرب في أوكرانيا، وعلى الحرب الصهيونية في غزة، ولكن هذه أموال كان يجب أن تُنفق على خدماتنا، على مجلسنا المحلي، وعلى الطرق، والمستشفيات، وعلى مدارسنا”.
ورأى رشيد أن مجرد منحه مساحة في الإعلام قد يدفع الناس إلى طرح أسئلة يعدّها ضرورية، مثل لماذا تنفق الحكومة على الحرب في أوكرانيا؟ ولماذا تدعم الحرب على غزة؟ ولماذا لا تُنفق على تنظيف الطرق والشوارع؟
يذكر أن مدينة برمينغهام تضم أكبر تجمع للمسلمين في بريطانيا الذين يبلغ عددهم 4 ملايين شخص تقريبا.