ما هي آداب الدعاء المستجاب وشروطه؟ ومن هم الذين لا يرد الله دعواتهم؟

الدعاء عبادة جليلة جعل الله لها أهمية كبرى في حياة المسلم، وله أثر كبير في الدنيا بدفع البلاء ورفع المصائب، وفي الآخرة بنيل الأجر الكبير والثواب الجزيل، وقد قال رسول الله ﷺ “الدعاء هو العبادة”، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: 60).

ما هي آداب الدعاء المستجاب وشروطه؟

إخلاص الدعاء لله وحده

قال الله تعالى {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (غافر: 14).

وقال النبي ﷺ “إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله” رواه الترمذي.

استقبال القبلة

عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- قال “خرج النبي ﷺ إلى المصلى يستسقي، فاستقبل القبلة، وقلب رداءه” رواه البخاري ومسلم.

رفع اليدين

عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال “إنَّ اللهَ حييٌّ كريم، يستحي إذا رفعَ الرجلُ إليه يديه أن يردَّهما صفرًا خائبتين” رواه الترمذي.

التضرع والخشوع

قال الله تعالى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (الأعراف: 55).

وقال سبحانه {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (الأنبياء: 90).

افتتاح الدعاء بالحمد والصلاة على النبي ﷺ وختمه بذلك

عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال: سمع النبي ﷺ رجلًا يدعو في صلاته، فلم يصلّ على النبي ﷺ، فقال “عجل هذا” ثم قال “إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم ليصلّ على النبي ﷺ، ثم ليدع بما شاء” رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

خفض الصوت وإخفاء الدعاء

قال الله تعالى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (الأعراف: 55). وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير هذه الآية: خير الدعاء ما كان خفيًّا.

الإلحاح والتكرار ثلاثا

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ “كان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا” رواه مسلم.

اليقين بالإجابة وعدم تعليقها بالمشيئة

قال النبي ﷺ “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.

وقال ﷺ “لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له” رواه البخاري  ومسلم.

تجنب أكل الحرام وشربه

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ذكر النبي ﷺ “الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يُستجاب له؟” رواه مسلم.

حضور القلب

قال النبي ﷺ “ادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنَّ اللهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ” رواه الترمذي وحسَّنه الألباني.

 

تحري أفضل الأوقات للدعاء

جاءت أحاديث كثيرة في أوقات الإجابة، منها:

• الثلث الأخير من الليل.
• عند السجود في الصلاة.
• عند الأذان وبين الأذان والإقامة.
• حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى انقضاء الصلاة.
• آخر كل صلاة قبل السلام.
• عند نزول المطر.
• آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس.
• عند الإفطار من الصيام.
• ليلة القدر.
• يوم عرفة.
• عند شرب ماء زمزم.
• عند سماع صياح الديكة.
• الدعاء عند المريض.

الاجتهاد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسُّنة

كان أكثر دعاء النبي ﷺ بالمأثور، ووصّى أصحابه بذلك.

عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

قال النبي ﷺ “ما من مسلمٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلا أعطاهُ اللهُ بها إحدى ثلاث…” رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

عدم الاستعجال في نيل المطلوب

قال النبي ﷺ “يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجبْ لي” رواه البخاري ومسلم.

ما هو الدعاء الذي لا يُرد؟

دعوة الحاكم العادل

قال النبي ﷺ: “ثلاثة لا تُرَد دعوتهم: الصائم حتى يُفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم” رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

دعوة المظلوم ولو كان كافرا

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي ﷺ قال “واتقِ دعوةَ المظلوم، فإنها ليسَ بينها وبين الله حجاب” رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية عند أحمد “فإنما يسألُ اللهَ حقَّه، وإنَّ اللهَ لا يمنعُ ذا حقٍّ حقَّه”.

وفي الحديث “دعوةُ المظلومِ مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجورُه على نفسه” رواه أحمد وحسَّنه الألباني.

دعوة الوالد (أو الوالدين) لولده

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله ﷺ “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده” رواه الترمذي وصححه الألباني.

دعاء الصائم عند فطره

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي ﷺ قال “إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد” رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

دعوة المسافر

كما في الحديث الذي تقدَّم، ولأن السفر موطن إجابة لما فيه من الانكسار والانشغال والافتقار إلى الله، وهو من الأوقات التي يُرجى فيها القبول.

دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل” رواه مسلم.