الزميل عمر فياض يكشف تفاصيل صادمة عن ظروف احتجازه في إسرائيل (فيديو)

وصل مراسل الجزيرة مباشر عمر فياض إلى مطار شارل ديغول في باريس، مساء اليوم الثلاثاء، قادما من تل أبيب، بعد احتجازه لمدة ثلاثة أيام لدى السلطات الإسرائيلية عقب تغطيته لرحلة القارب “مادلين” المتجه إلى غزة لكسر الحصار. وقد رافق وصوله إلى باريس تشديدات أمنية ومنع الصحفيين من الاقتراب منه داخل المطار، وسط مراقبة من الشرطة الفرنسية.

ثلاثة أيام بلا نوم أو حقوق

في أول تصريح له فور وصوله، كشف فياض عن ظروف احتجازه القاسية، مؤكدا أن السلطات الإسرائيلية احتجزته ومرافقيه لمدة ثلاثة أيام دون السماح لهم بالتواصل مع محام أو أي جهة خارجية. وقال “بقينا ثلاثة أيام بلا نوم، لم نكن نعرف ما الذي يجري أو لماذا نُحتجز، وحتى المحامين لم نتمكن من التواصل معهم”.

اقتحام جوي وبحري

وفي روايته لتفاصيل الهجوم الإسرائيلي على قارب “مادلين”، أكد مراسل الجزيرة أن القارب كان في المياه الدولية وعلى بُعد نحو 100 ميل من شواطئ غزة عندما فوجئوا باقتراب طائرات “درون” إسرائيلية من دون سابق إنذار.

“لم يوجهوا أي تنبيه، لم يكن هناك تحذير. كنا في المياه الدولية تماما، وفجأة ظهرت طائرات الدرون، وألقت مادة بيضاء مجهولة علينا”.

مادة مجهولة تحوّل لون الجلد إلى الأسود

وأضاف فياض أن المادة التي أُلقيت عليهم تسببت في تغيُّر لون الجلد، وأنها لا تزال عالقة في بعض أجزاء جسده “هذه المادة كانت بيضاء، وبمجرد أن تلمس الجلد تتحول إلى اللون الأسود. حتى ضباط التحقيق قالوا إنهم لا يعرفون ماهيتها”.

احتجاز وتصوير قسري

وعن اللحظات التي تلت الاقتحام، أوضح فياض أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية احتجزت الفريق داخل غرفة في القارب لمدة يوم كامل، ومنعتهم من الصعود إلى السطح.

“بقينا محبوسين في غرفة خانقة. رفضنا تناول الطعام والماء لأنهم كانوا يصورون المشهد لتسويقه إعلاميا”.

وبعد نحو 12 ساعة من الإبحار الإجباري إلى ميناء أسدود، تابعوا احتجازهم داخل القارب لـ10 ساعات إضافية قبل السماح لهم بالنزول، وسط عمليات تصوير مكثفة لكل فرد على متن القارب.

استهداف مباشر لريمة وغريتا

وأوضح فياض أن النائبة الفرنسية الفلسطينية ريمة حسن والناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ كانتا من أوائل من جرى اقتيادهم بعد الاعتقال، إضافة إلى الناشط تياغو أفيا.

وأشار إلى أن النائبة حسن تعرضت لتهديد مباشر من ضابط إسرائيلي قال لها “سأضرب رأسك بالحائط إذا لم توقعي على ورقة المنع من العودة إلى إسرائيل“.

أما غريتا تونبرغ، فقد احتُجزت في غرفة واحدة مع عمر فياض، ومُنعت من النوم، حيث كان الضباط يدخلون الغرفة كلما حاولت أن تغفو، وينادون عليها بصوت مرتفع.

لماذا كنت على القارب؟

روى فياض تفاصيل التحقيق معه، وقال إنه أجاب الضباط بأنه كان يؤدي مهمته الصحفية، فرد أحدهم “هل كنت تعلم أنك خرقت المياه الإسرائيلية؟”، فقال فياض “كنا في المياه الدولية ولم نقترب من الحدود”.

كما أشار إلى أن الضابط لم يكن يعرف حتى ما هي المادة التي رُشت عليهم.

طبيب القارب في حالة حرجة

وأشار عمر إلى أن باتيست أندريه، الطبيب الذي كان على متن القارب، في حالة صحية سيئة للغاية، وسيصل إلى باريس بعده بساعات. وقال إنه احتُجز معه في زنزانة واحدة بالمطار، وكانت حالته تتدهور بشكل ملحوظ.

منعوا القنصل الفرنسي من الحديث معنا على انفراد

ونوّه فياض إلى أن القنصل الفرنسي في تل أبيب، ماثيو، استقبلهم بحفاوة، لكنه تعرَّض لمضايقات متكررة من الشرطة الإسرائيلية أثناء محاولته الاجتماع بهم “كلما حاول الجلوس معنا على انفراد، كانوا يفتحون الباب عليه، ويمنعونه من الحديث بسرية. كان منزعجا بشدة مما يحدث”.

إما التوقيع أو الاحتجاز

فياض كشف أن السلطات الإسرائيلية أجبرت المقبوض عليهم على توقيع وثيقة تمنعهم من العودة إلى إسرائيل إلى أجل غير مسمى، وهددت من يرفض بالتنكيل، في حين رفضت ريمة حسن التوقيع، وأصرت على أنها لم تخرق أي قانون، وأنها اختُطفت من المياه الدولية.

وأنهى مراسل الجزيرة مباشر حديثه بالإشارة إلى أن العديد من المشاركين في الرحلة سيصلون إلى باريس خلال الساعات المقبلة، مشددا على أن حالتهم الجسدية والنفسية “أسوأ بكثير”، نتيجة للتعرض المباشر للمادة الغريبة وللضغوط النفسية والإجراءات المهينة.

“كنت فقط أؤدي عملي الصحفي، وحرصت على عدم التدخل في أي أمر غير التغطية. ومع ذلك، ما رأيته وعايشته كان صادما وغير إنساني بكل المقاييس”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان