ماذا قال أهالي غزة بعد منع وصول “مادلين” إليهم؟ (فيديو)

وسط جوع قاتل ومعاناة تجاوزت 600 يوم من الحصار والقصف، تلقى الفلسطينيون في قطاع غزة نبأ اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي قارب المساعدات “مادلين” بمرارة شديدة. لم تكن السفينة تحمل فقط طعاما أو إغاثة، بل كانت محمَّلة بأمل نادر، سرعان ما تبخر في عتمة الحصار.
على رصيف الانتظار الذي طال، وقفت أم فلسطينية بعينين دامعتين تراقب الشاشات، تنتظر خبرا عن سفينة وعدت أطفالها بكسرة خبز. تقول بحسرة “نستنى بفارغ الصبر. كنا شايفين فيها كسر للحصار وإطعام لأولادنا”، قبل أن يخيب الرجاء مرة أخرى عند إعلان اعتراضها من قِبل البحرية الإسرائيلية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمحمود خليل بعد الإفراج عنه: محاولات إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين باءت بالفشل (فيديو)
مسؤول عسكري إيراني: إسرائيل تواجه نقصا حادا في الذخائر والمعدات العسكرية
“لم نستخدم أكثر أنواع صواريخنا تطورا”.. تحذير إيراني بشأن مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل
النازحون في القطاع عبَّروا عن صدمة كبيرة وخيبة أمل عميقة، بعدما منعت إسرائيل القارب من الوصول، واحتجزت من كانوا على متنه من ناشطين ومتضامنين دوليين.
أحد المواطنين قال “إحنا إلنا 650 يوم تجويع وقتل واضطهاد. السفينة كانت بتعطي أمل، حتى لو ليومين. للأطفال الجعانة تعيش”.
ورغم بساطة ما كان يحمله “مادلين”، فإن تأثيره الرمزي تجاوز شحنته. فقد رأى فيه البعض خطوة “لم يتجرأ عليها الكثيرون”، بحسب تعبير أحد السكان، مضيفا أن هذه المبادرة قد تلهم مزيدا من التحركات الإنسانية، وتفتح المجال لتحرك دولي أوسع.
وفي وقت تدفن فيه العائلات أبناءها الذين قضوا جوعا، كان القارب “مادلين” بمثابة صرخة يائسة من تحت الركام. امرأة أخرى قالت “أطفالنا ماتوا من الجوع ودفناهم بإيدينا. بدناش كمان أطفالنا الثانيين يروحوا من الجوع”.
دعوات عديدة أطلقها أهالي غزة في أعقاب اعتراض القارب، مطالبين بتحرك عاجل لا يتوقف عند مبادرة فردية أو سفينة واحدة. “بدل السفينة يخش عشرة”، تقول إحدى النساء، في مناشدة موجهة إلى الشعوب قبل الحكومات.
وبينما بقيت المساعدات عالقة، فإن الرسالة وصلت على الأقل لمن أراد أن يسمع: غزة ليست فقط ساحة حرب، بل ساحة جوع وصبر، وأمل لا يزال يقاوم رغم كل شيء.