تهديد أمريكي للدول المشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة

كشفت برقية دبلوماسية، اطّلعت عليها “رويترز”، أن الولايات المتحدة الأمريكية وجّهت تحذيرات شديدة اللهجة إلى عدد من الدول، تحثها فيها على عدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب حول حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمقرر عقده في نيويورك في 17 يونيو/حزيران الجاري، تحت رعاية مشتركة من السعودية وفرنسا.
وقالت البرقية “نحث الحكومات على عدم المشاركة في المؤتمر، الذي نعتبره غير مجد للجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح وإنهاء الحرب في غزة وتحرير الرهائن”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفرق إطفاء أممية تنتشر على الساحل السوري ودعم من “مكافحة الحرائق” الأردنية والتركية
حماس تدعو الدول العربية والإسلامية إلى مغادرة “مربع الإدانة”
المتحدث باسم حركة الجهاد يعلق على موافقة المقاومة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة (فيديو)
وبحسب البرقية التي تم إرسالها في العاشر من يونيو/حزيران، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن “معارضة شديدة” لأي خطوات قد تُفضي إلى اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، مشيرة إلى أن واشنطن تعدّ مثل هذه الخطوات مناقضة لمصالحها في السياسة الخارجية، وقد تترتب عليها عواقب دبلوماسية بحق الدول التي تتخذ ما وصفته بـ”إجراءات معادية لإسرائيل” عقب المؤتمر.

رفض الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية
وأضافت البرقية “تعارض الولايات المتحدة أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة، مما سيضيف عراقيل قانونية وسياسية كبيرة أمام الحل النهائي للصراع ويضغط على إسرائيل أثناء الحرب، وبالتالي يدعم أعداءها”.
وأكدت البرقية أن الولايات المتحدة ترفض أي تحرّك سياسي أو دبلوماسي داخل المؤتمر، يُفضي إلى منح الفلسطينيين اعترافا دوليا خارج إطار المفاوضات الثنائية مع إسرائيل.
وجاء في البرقية “الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية سيجعل فعليا السابع من أكتوبر/تشرين الأول عيدا لاستقلال فلسطين“، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل عام 2023 الذي أسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 أسيرا.
تحرير الأسرى
وذكرت البرقية الأمريكية أن واشنطن عملت دون كلل مع مصر وقطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتحرير الأسرى، وإنهاء الصراع.
وتابعت “هذا المؤتمر يُقوّض هذه المفاوضات الحاسمة ويُشجع حماس في وقت رفضت فيه الجماعة الإرهابية مقترحات المفاوضين التي قبلتها إسرائيل”.
وجاء في البرقية أن “الولايات المتحدة تعارض الدعم الضمني من المؤتمر لإجراءات محتملة، بما في ذلك المقاطعة وفرض عقوبات على إسرائيل، بالإضافة إلى إجراءات عقابية أخرى”.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ويأتي الموقف الأمريكي في وقت تتجه دول أوروبية نحو خطوات أكثر جرأة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتزايد المطالبات الدولية بوقف ما تصفه منظمات حقوقية بـ”الإبادة الجماعية”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في إبريل/نيسان الماضي أن باريس تدرس الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة قد تتزامن مع المؤتمر الدولي المرتقب.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف ماكرون خلال زيارة للسعودية أن باريس والرياض ستترأسان المؤتمر الأممي، مؤكدا أن البلدين يعملان على “توحيد المبادرات الدبلوماسية وجذب دعم دولي واسع لخيار الدولتين”.
وشدد ماكرون في مايو/أيار الماضي، على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس فقط واجبا أخلاقيا، بل مطلبا سياسيا”، داعيا الأوروبيين إلى موقف موحد أكثر صرامة تجاه إسرائيل، خاصة إذا لم تستجب للنداءات الدولية بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.