لم يبقَ من جسد والدته إلا يدها.. صحفي في غزة يفقد 38 من عائلته (فيديو)

لم يكن الصحفي الفلسطيني عبد الرحيم خضر يعلم أن الأوان قد فات، عندما قرر العودة إلى منزله في جباليا البلد شمال قطاع غزة لنقل عائلته إلى مكان أكثر أمانا، وأن الطابق تلو الآخر من بيت العائلة ذي الخمسة طوابق قد انهار بالفعل على رؤوس ساكنيه، في قصف إسرائيلي عنيف لم يُبقِ منهم أحدا.
خلال مقابلة مع الجزيرة مباشر، روى خضر تفاصيل الفاجعة التي أفقدته 38 فردا من عائلته دفعة واحدة، بينهم والدته وأشقاؤه وزوجاتهم وأطفالهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsارتفاع التضخم السنوي في إسرائيل يربك خطط السياسة النقدية
مجزرة إسرائيلية بحق أطفال في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة (فيديو)
نتنياهو يهدد بتوسيع العمليات في سوريا ويشدد على “حماية” الدروز بالسويداء
ركام صامت
قال خضر إنه كان خارج المنزل يؤدي عمله الصحفي حين وقع القصف، وإنه كان على وشك العودة لينقل عائلته إلى مكان آخر، لكن ضربة جوية إسرائيلية دمّرت البيت بالكامل، وحوّلته إلى ركام صامت.
“لم أنقذ أحدا، رغم أنني أعمل أيضا في الخدمات الإسعافية إلى جانب الصحافة”، قال خضر بصوت مثقل، مشيرا إلى أنهم لم يعثروا إلا على جثامين 5 أفراد فقط، إضافة إلى أشلاء تقدر بنحو 180 كيلو غراما، رجّح أنها تعود لشخصين بالغين. أما بقية الجثامين، فلا تزال تحت الأنقاض حتى الآن.
أكثر ما مزق قلبه، كما قال، هو عثوره على يد والدته فقط، من دون جسد، وهي التي كانت تعد الطعام في المطبخ لحظة القصف، على الأرجح. “عرفت يد أمي الحنونة من ملمسها وتفاصيلها. كنت قد عقدت قراني قبل شهر، وكانت تجهزني وتجهز ملابسي. هي من ألبستني الدبلة بيديها”، قال وهو يغالب دموعه.
انتشال ما تبقى من الجثامين
ورغم حجم المأساة، لا يتمنى خضر اليوم شيئا أكثر من انتشال ما تبقى من جثامين عائلته من تحت الركام، ليتمكن من توديعهم ودفنهم كما يليق بأرواحهم، لكنه يخشى أن تتحلل الجثامين مع مرور الوقت وتتعذر عملية استخراجها لاحقا.
مأساة خضر ليست سوى فصل من فصول حرب لم ترحم أحدا، فبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قتل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما يقارب 55 ألف شخص في قطاع غزة، من بينهم نحو 18 ألف طفل.
أما مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فكشف أن الاحتلال ارتكب نحو 10 آلاف مجزرة بحق العائلات خلال الحرب، أدت إلى محو أكثر من 2100 عائلة بالكامل من السجل المدني، في حين لم يتبقَّ من قرابة 5 آلاف أسرة سوى فرد واحد.
وفي جباليا، في بيت صار ترابا، يقف عبد الرحيم خضر وحيدا، محاصرا بالحزن، شاهدا على مجزرة تُضاف إلى آلاف المجازر، في حرب تمضي بلا توقف، ولا تُبقي شيئا سوى الألم.