عمر فياض مراسل الجزيرة مباشر يروي أصعب اللحظات التي مرت به على متن السفينة مادلين (فيديو)

قال عمر فياض مراسل الجزيرة مباشر، الذي كان على متن السفينة “مادلين” التي اختطفتها إسرائيل وهي في طريقها من إيطاليا إلى غزة لكسر الحصار، إنه خلال 3 أيام من الاحتجاز لم يكن يعرف الصباح من الليل بعد أن غيب عنهم الاحتلال ضوء الشمس.

وأضاف في مقابلة مع برنامج “المسائية” في الجزيرة مباشر، اليوم الخميس، أن “جنود الاحتلال رفضوا الإجابة عن تساؤلاتنا عن الوقت، ولم أتمكن من رؤية الشمس إلا بعد أن أخذتني السيارة من آخر زنزانة كنت بها، وكانت زنزانة صغيرة وقذرة، وحينها علمت من موقع الشمس أنني في وقت الظهيرة في طريقي للترحيل من المطار”.

وأوضح فياض أنه منذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية على القارب في الثانية صباحا ظلوا تحت تهديد السلاح وهم يجلسون على لوح خشبي في مقدمة القارب في برد شديد حتى ظهيرة اليوم الثاني، وهي مدة تصل لنحو 12 ساعة.

بوارج حربية تحاصر القارب

وعن شعوره لحظة اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية قال فياض إن هذه القوات “دخلت القارب بشكل سريع بأكثر مما كنا نتوقع، ولم نكن نعرف حجمها في ظلمة الليل، لكن مع طلوع الفجر اكتشفنا أن 3 بوارج حربية إسرائيلية كانت تحاصر سفينتنا، علاوة على لنشات تدخل عسكرية تحمل أسلحة ثقيلة، ونحو 4 قوارب سريعة وكلها تحمل جنودا من القوات الخاصة الإسرائيلية”.

وتابع “عندما اقتربنا من ميناء أشدود قاموا بتدوير القارب مرات في المياه بهدف إجهادنا وإرهاقنا”، مضيفا “بعد أن وصلنا إلى الميناء بقينا فيه لساعات لتصل المدة منذ سيطرة القوات على القارب حتى خروجنا منه نحو 20 ساعة”.

السفينة مادلين لحظة وصولها لميناء أشدود الإسرائيلي
السفينة مادلين لحظة وصولها لميناء أشدود الإسرائيلي (رويترز)

وأضاف أنه “كان غريبا كل هذه الحشود من قوات الجيش والشرطة التي كانت في استقبال قارب يحمل 12 فردا مسالمين تماما”.

وأوضح أن البرازيلي تييجو، صاحب الفكرة في رحلة السفينة “مادلين”، “لعب دورا إنسانيا جميلا في دعم كل المشاركين والعناية بهم”.

وأشار إلى أن “المجموعة كانت حريصة على عدم سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على هواتفهم، إذ أن تجاربهم السابقة أوضحت أنه بجرد حصول الاحتلال على الهاتف يقوم باستخراج منه كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات ومصادر الاتصال التي قد يستخدموها لاحقا ولهذا تخلصنا من الهواتف في البحر”.

وأضاف أنهم جاءوا بورقة الترحيل، وهي تمنع الشخص من دخول الأراضي المحتلة لمدة 100 عام، ووقّع عليها.

القائد الإسرائيلي يسأل عن “الكاميرا”

وأشار إلى أن قائد الفرقة الخاصة التي اقتحمت القارب سأل عن تييجو ثم سأل عنه، وطالب معرفة مكان الأدوات التي كان يتم البث عبرها إلى شاشة الجزيرة مباشر.

ومضى فياض قائلا “بحث عن أجهزتي لأن هذه الدولة تبني نفسها على الصورة الوهمية وتروج للسردية الإسرائيلية ولهذا يستهدفون الصحفيين في غزة، واستهدفوا شيرين أبو عاقلة، وأي صورة تخالف السردية التي يقدمونها لا تخدمهم وحريصون على إخفائها”.

وأضاف فياض أن القنصل الفرنسي تعامل معه بشكل ممتاز، باعتباره يحمل الجنسية الفرنسية، وقال له “فرنسا لا تتترك أبناءها”، مؤكدا أن “هذا موقف مهم، حيث من المؤثر أن تشعر في هذه اللحظات بأن هناك من يقف معك ويساندك”.

وذكر عمر أن القنصل الفرنسي أخبره أنه يتابع القارب منذ بداية الرحلة، ويعلم بكل تفاصيلها.

وتابع فياض “طلب مني القنصل رقم زوجتي واتصل بها لكي يطمئنها، وقال لها إنه شخص هادئ ولا ينفعل، وفعل نفس الشيء مع باقي الفرنسيين”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان