ماكرون: سنعترف بالدولة الفلسطينية.. ولن نقبل بإيران نووية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده عازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في خطوة وصفها بـ”النهائية”.
ودعا ماكرون إلى حل الدولتين كمسار حتمي للخروج من الأزمة المستفحلة في الشرق الأوسط، على حد قوله.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنتنياهو: من المحتمل التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوما في غزة
ترامب يتحدث عن مفاوضات قريبة مع طهران.. ونتنياهو: الورم الإيراني قد يتجدّد
وكالة الطاقة الذرية تسحب مفتشيها من إيران
كما شدد على رفض فرنسا القاطع لحيازة إيران أسلحة نووية، محذرا من أن السعي الإيراني في هذا الاتجاه “يهدد أمن المنطقة والعالم بأسره”.
وقال “إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من إيران فإن فرنسا ستشارك في الدفاع عنها”.
وقال ماكرون، في مؤتمر صحفي مطول عقده في قصر الإليزيه، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيُعلَن في مؤتمر دولي تنظمه فرنسا بالتعاون مع السعودية ويُعقد في نيويورك.
وأوضح أن “هذا المسار يشمل وقفا دائما لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإدخال مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة، وإصلاح السلطة الفلسطينية بحيث تتولى إدارة القطاع ضمن رؤية سياسية تستثني حركة حماس التي يجب نزع أسلحتها”، على حد قوله.
وأضاف أن “الدولة الفلسطينية المنشودة يجب أن تكون منزوعة السلاح وتعترف بوجود إسرائيل وأمنها”، مشيرا إلى أن هذا الكيان الجديد سيحظى بدعم قوة دولية لحفظ السلام ضمن خطة متكاملة تضمن أمن الجميع.
أمن إسرائيل ووقف التصعيد
وشدد ماكرون على “التزام فرنسا الثابت بأمن إسرائيل”، وأشار إلى أنه أكد ذلك مجددا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي صباح اليوم.
لكنه في الوقت نفسه حذر من أن “عقلية الاحتلال والحصار لن تقود إلى نتيجة”، مشيرا إلى ضرورة العودة إلى أفق سياسي فعّال بدلا من الاستمرار في التصعيد.
وأوضح أن إسرائيل “تشارك جيرانها في المنطقة التهديد الإيراني”، ودعاها إلى “انتهاز هذه اللحظة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، وبدء حوار يفضي إلى اتفاق شامل”، محذرا من أن استمرار الضربات المتبادلة سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل غير مسبوق.
إيران والملف النووي
وحول إيران، عبَّر ماكرون عن قلق بالغ إزاء التقدم في برنامجها النووي، مشيرا إلى أن طهران “وصلت إلى مستويات لتخصيب اليورانيوم قريبة جدا من عتبة إنتاج القنبلة النووية، وهو ما أكده تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وقال إن إيران “انتهكت التزاماتها الدولية ولم تفِ بوعودها”، مضيفا أنها “تطور صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ما يشكل تهديدا مباشرا لأمن فرنسا وأوروبا“.
واتهم ماكرون طهران بتأجيج الأزمات الإقليمية عبر دعمها لحماس وحزب الله وجماعة أنصار الله اليمنية، مشيرا إلى أن إيران “رحبت بهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتحتجز حتى الآن رهائن يحملون جنسية فرنسية”.
كما اتهمها بتزويد روسيا بصواريخ تُستخدم في الحرب ضد أوكرانيا، مضيفا أن “مساعي إيران نحو السلاح النووي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، ولا يمكن لفرنسا أن تتسامح مع هذا الواقع”.
رفض المشاركة في الضربات ضد إيران
وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده لم تشارك في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، ولم تُستشر بشأنها، مشيرا إلى أن باريس “تفضل المسار الدبلوماسي على التدخل العسكري”.
وشدد على أن “استئناف الحوار مع طهران هو الخيار الوحيد لمنع التصعيد”، مؤكدا أن فرنسا مستعدة لبذل كل الجهود الممكنة مع شركائها الأوروبيين والدوليين، بمن فيهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر والأردن.
دعوة إلى ضبط النفس
وفي ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، دعا ماكرون جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وقال إن الحكومة الفرنسية عقدت، صباح اليوم، اجتماعا لمجلس الدفاع والأمن القومي لاتخاذ ما يلزم من تدابير لحماية الأمن القومي الفرنسي، وتعزيز الإجراءات الأمنية في الداخل والخارج.
وطالب المواطنين الفرنسيين بعدم السفر إلى مناطق التوتر، مؤكدا أن حماية المواطنين والسفارات والجنود في الخارج أولوية مطلقة للحكومة الفرنسية.
إحياء الجهود الدبلوماسية
وفي ختام تصريحاته، دعا ماكرون إلى إعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني بمشاركة أوروبية فاعلة، لكنه أقر بأن “استئناف هذه المحادثات أصبح أصعب في ظل التصعيد الراهن”.
وأشار إلى أن المعلومات الاستخبارية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تثبت أن إيران أصبحت على بُعد خطوات من امتلاك القدرة على إنتاج قنبلة نووية، مما يتطلب تحركا عاجلا على المستوى الدولي.
وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده، بالتنسيق مع مجموعة السبع والولايات المتحدة، ستواصل العمل “في كل ساعة وكل يوم” من أجل ضمان أمن الشرق الأوسط وتحقيق السلام الشامل.