كيف أثر التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران في أسعار النفط العالمية؟

حذر خبراء وباحثون من ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة إذا تصاعدت الاشتباكات بين إيران وإسرائيل، وأثرت في إمدادت النفط الواردة من الشرق الأوسط.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 5 أشهر بنهاية معاملات الجمعة، بعد أن شنت إسرائيل هجمات واسعة على إيران، وقتلت عددا من القادة والعلماء الإيرانيين، وردَّت طهران بإطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية على أهداف في إسرائيل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمشاهد نهارية تكشف حجم الدمار في بات يام بعد ضربة إيرانية دقيقة (فيديو)
قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية يكشف عن “ليلة صعبة جدا” في بات يام
صاروخ واحد يهز وادي السيليكون الإسرائيلي.. ماذا نعرف عن “معهد وايزمان” الحيوي الذي ضربته إيران؟ (فيديو)
أكبر تحركات يومية منذ عام 2022
وقفزت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 4.87 دولارات، أو 7.02%، إلى 74.23 دولارا للبرميل بنهاية معاملات الجمعة، وذلك بعد أن ارتفعت خلال معاملات اليوم أكثر من 13%، وبلغت 78.5 دولارا للبرميل.
كما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خلال معاملات الجمعة أكثر من 14% إلى أعلى مستوياته منذ 21 يناير/كانون الثاني عند 77.62 دولارا للبرميل.
وتُعَد الزيادة في أسعار النفط خلال معاملات الجمعة أكبر تحركات يومية منذ عام 2022، حين تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة.
مخاوف من تأثر الملاحة بمضيق هرمز
ويبلغ إنتاج إيران نحو 3.3 ملايين برميل يوميا، وتصدّر أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط والوقود. وأعلنت وزارة النفط الإيرانية أن غارات إسرائيلية استهدفت، السبت، مستودعين للوقود في طهران، وشهران شمال غرب طهران، وخزانا آخر جنوب المدينة.
ولا تتوقف أهمية إيران بالنسبة لأسواق النفط على قدراتها الإنتاجية بل أيضا بسبب موقعها الجغرافي وقدرتها على التحكم في الملاحة في مضيق هرمز.
ويخشى المتعاملون في أسواق النفط أن تتأثر الحركة في مضيق هرمز بالاشتباكات مع إيران، إذ يمر في المضيق نحو 20% من إجمالي استهلاك النفط في العالم، أي من 18 إلى 19 مليون برميل يوميا من النفط ومشتقاته.
وحذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، السبت، في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفولمن، من أن استمرار النزاع في المنطقة بين إيران وإسرائيل، وإغلاق مضيق هرمز، قد يؤديان إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 200 و300 دولار للبرميل.

تأثر إمدادت الطاقة الإقليمية
وتساءلت حليمة كروفت، المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي تعمل حاليا في كابيتال ماركت في لندن، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، عما إذا كانت إيران ستستهدف إمدادات الطاقة الإقليمية.
وقالت كروفت “السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إيران تسعى إلى تدويل تكلفة الحرب مع إسرائيل من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة الإقليمية”.
وفي السياق ذاته، قال جورجي ليون -رئيس قسم التحليل الجيوسياسي في “ريستاد” والمسؤول السابق في منظمة أوبك- لرويترز “إذا ردت إيران بتعطيل تدفقات النفط عبر مضيق هرمز أو استهداف البنية التحتية النفطية الإقليمية أو ضرب الأصول العسكرية الأمريكية، فقد يكون رد فعل السوق أكثر حدة مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع 20 دولارا للبرميل أو أكثر”، وهذا يعني أن يقترب سعر النفط من 100 دولار للبرميل.
قدرة أوبك على التعويض
ويحذر خبراء في مركز “آي إن جي” من أن “اضطرابات كبيرة في هذه الإمدادات من شأنها رفع الأسعار إلى 120 دولارا للبرميل”.
ويشيرون إلى أن “القدرات الاحتياطية لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لن تساعد السوق في هذه الحالة، نظرا إلى وجود القسم الأكبر من هذه القدرات في الخليج”.
ونقلت رويترز عن محللين ومراقبين لأوبك أن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك وحلفائها، التي تُمكنها من ضخ المزيد من النفط لتعويض أي اضطراب، تعادل تقريبا إنتاج إيران.
وهذا يعني أن أي هجوم يؤثر بشكل كبير في الإنتاج الإيراني، يتطلب من المنتجين الآخرين ضخ المزيد من النفط لسد الفجوة، سوف يترك القليل من الطاقة الاحتياطية للتعامل مع أي اضطراب آخر، وهو ما يمكن أن يحدث بسبب حرب أو كوارث طبيعية أو حوادث.
ويزيد هذا الوضع من المخاوف بشأن تأثير الصراع في قدرة إيران على إنتاج النفط وتصديره، أو نقص الإمدادات عبر مضيق هرمز.