كيف يؤثر التصعيد بين إسرائيل وإيران في غزة والقضية الفلسطينية؟

قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الأحد، إن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران مرتبطة بشكل وثيق بجوهر القضية الفلسطينية، مؤكدا أن أي تصعيد في المنطقة لا يمكن فصله عما يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة والضفة الغربية.
وأوضح البرغوثي في لقاء مع برنامج “المسائية” على الجزيرة مباشر، أن “ما يجري مع إيران هو بسبب القضية الفلسطينية وليس العكس. فلو لم يكن هناك عدوان إسرائيلي واحتلال وتطهير عرقي في فلسطين لما نشبت هذه الحروب”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجنود الاحتلال يلاحقون طفلا في رام الله علَّق علم فلسطين على دراجته (فيديو)
الاحتلال يطوق بيت حانون بحزام ناري عنيف يهز غزة بعد مقتل 5 من جنوده (شاهد)
حب حتى اللحظة الأخيرة.. وداع امرأة لزوجها الشهيد يدوّي في أرجاء غزة (شاهد)
وأضاف أن “انشغال الإعلام بما يجري بين إسرائيل وإيران بالفعل يؤثر على تغطية ما يحدث في غزة والضفة، لكن جوهر الصراع يبقى القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه التحركات إلى “تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وفرض هيمنتها على كامل منطقة الشرق الأوسط”، واعتبر أن ارتباط ما يجري مع إيران بنضال الشعب الفلسطيني وثيق، قائلا: “لا يمكن أبدا أن نتصور أن ما يجري بين إسرائيل وإيران معزول عن كفاح الفلسطينيين”.
وفي رده على سؤال حول خطورة انتصار إسرائيل في المواجهة مع إيران، قال البرغوثي: “إذا انتصرت إسرائيل فستفرض هيمنتها على المنطقة كلها، وكل دولة في المنطقة ستجد نفسها هدفا لهذا التوسع الصهيوني الذي يسعى لما يسمى بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
لكنه استبعد إمكانية انتصار إسرائيل قائلا: “مستحيل أن تنتصر إسرائيل نهائيا، قد تحلم بذلك، لكنها ستستيقظ من هذا الوهم عاجلا أم آجلا”.
وبدأت إسرائيل هجوما واسعا على إيران تحت اسم “الأسد الصاعد“، استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن العملية “استباقية” وجاءت بتوجيه من المستوى السياسي.
وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ والقدرات العسكرية”.
وردت إيران مساء الجمعة على الهجوم الإسرائيلي بسلسلة ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة، في عشر موجات متتالية، أسفرت حتى مساء الأحد عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 345 آخرين، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة، بحسب وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية.
ويعد هذا الهجوم الإسرائيلي على إيران الأكبر من نوعه، ويمثل تحولًا من “حرب الظل” بين الطرفين إلى مواجهة عسكرية مفتوحة غير مسبوقة في المنطقة منذ سنوات، مع تصاعد المخاوف بشأن اتساع دائرة التصعيد في الشرق الأوسط.