بعد تهديد ترامب.. هل يقبل النظام الإيراني بـ “الاستسلام غير المشروط”؟ (فيديو)

علق الباحث والأكاديمي طارق حمود في مقابلة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر مساء الثلاثاء على فكرة قبول النظام الإيراني “الاستسلام غير المشروط؟” الذي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن الأمر يرتبط بالملف النووي الإيراني تحديداً وليس بمصير النظام ككل.

وأوضح حمود: “قد يكون هناك تفكير في الموازنة ما بين الحفاظ على النظام والتوقيع على الاتفاق النووي”.

وأضاف: “عندما تصل الأمور إلى مثل هذه الحالة، من الممكن أن يتطور التفكير الإيراني باتجاهات يصفها الأمريكيون بالاستسلام، والإسرائيليون بالإذعان، لكن هذا يبقى محصوراً في إطار الملف النووي فقط”.

وأشار إلى أن القيادة الإيرانية قد تلجأ إلى هذه الخطوة للحفاظ على بنية النظام الذي ما زال يمثل رقماً صعباً في المنطقة منذ عام 1979، مؤكداً أن “المشهد الآن يطرح سؤالاً كبيراً: هل التدخل الأمريكي سيعني إسقاط النظام الإيراني إذا رُفضت مقترحات ويتكوف ورفض التوقيع على الاتفاق النووي؟”.

وكان الرئيس دونالد ترامب دعا إيران الثلاثاء إلى “استسلام غير مشروط” وحذر من أن صبر الولايات المتحدة ينفد لكنها لا تنوي “القضاء” على الزعيم الأعلى الإيراني، “في الوقت الراهن”.

pic.twitter.com/4sy7jjESGk

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 17, 2025

ورأى حمود أن “استراتيجية الولايات المتحدة حتى الآن هي الضغط على النظام الإيراني وإضعافه دون إسقاطه، حتى يكون هناك طرف في إيران مستعد للتوقيع على الاتفاق المطلوب، الذي طرحه المبعوث الأمريكي ويتكوف قبل عدة أسابيع”. وخلص إلى أن “هدف إسقاط النظام الإيراني غير مطروح حالياً على الأجندة الأمريكية، بل السعي إلى إنهاكه”.

وفي جانب آخر، لفت حمود إلى أن “الولايات المتحدة تدير هذه الحرب على الجانبين: الإيراني والإسرائيلي”، مضيفاً: “لم تطالب واشنطن إيران بوقف قصف إسرائيل كما اعتادت في أحداث مشابهة، وأعتقد أنها تضغط على إسرائيل أيضاً بهدف دفعها إلى قناعة بأن الاتفاق النووي هو السبيل الوحيد، في حين يرفض الإسرائيليون هذا التوجه ويصرون على أن الخيار العسكري هو الحل الوحيد”.

والجمعة، بدأت إسرائيل هجومًا واسعًا على إيران تحت اسم “الأسد الصاعد”، مستهدفة منشآت نووية وعسكرية، بدعم أمريكي ضمني، ووصفت العملية بأنها استباقية. وأكد نتنياهو أن الهدف ضرب القدرات النووية والعسكرية الإيرانية.

وردت إيران بسلسلة ضربات صاروخية ومسيّرات أسفرت عن قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة، في أكبر مواجهة علنية بين الطرفين وتحول خطير ينذر باتساع التصعيد في المنطقة.