أبدى ندمه على الصمت.. مسؤول أمريكي سابق يكشف كواليس مباركة إبادة المدنيين في غزة

في تصريحات صادمة وغير مسبوقة من داخل أروقة الإدارة الأمريكية السابقة، قال ماثيو ميلر -المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن- إن إسرائيل ارتكبت “بلا شك” جرائم حرب في قطاع غزة، مؤكدا أن “الجنود الإسرائيليين لم يُحاسَبوا على أفعالهم”.
وفي مقابلة مطولة ضمن “بودكاست ترامب 100” الذي تبثه شبكة سكاي نيوز، كشف ميلر عن خلافات داخلية عميقة في إدارة بايدن حول كيفية التعامل مع الحرب في غزة، ومسار العلاقة مع إسرائيل، وصولا إلى موقفه الشخصي من ترشح بايدن للرئاسة عام 2024، الذي وصفه بأنه “لم يكن الخيار الأمثل”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: صواريخ إيران تصيب قلب تل أبيب
شاهد: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجمات إسرائيلية جديدة فوق طهران
ماذا نعرف عن الحصيلة الأولية للضربة الإيرانية على إسرائيل؟
اعترافات غير مسبوقة
قال ميلر “من المؤكد، ودون أي لبس، أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب. هناك حوادث فردية ارتكب فيها جنود إسرائيليون أفعالا تندرج ضمن هذا التصنيف”.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية ناقشت علنا وفي الكواليس مسألة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وفعليا تم تجميد تسليم قنابل زنة 2000 رطل خلال ربيع عام 2024، بسبب المخاوف من استخدامها في غزة بطريقة غير مناسبة.
وأكد ميلر أن الولايات المتحدة وجدت نفسها في وضع صعب للغاية خلال تلك الفترة، إذ تداخلت الاعتبارات السياسية والأمنية مع معطيات الواقع على الأرض، مضيفا “وصلنا إلى لحظة كان واضحا فيها أن المناقشات العامة حول حجب الأسلحة، والاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، واعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين، دفعت قيادة حماس إلى الاعتقاد بأنها لا تحتاج إلى وقف إطلاق النار، بل فقط الانتظار قليلا”، وفق زعمه.
هل كان بالإمكان فعل المزيد؟
أبدى ميلر ندما ضمنيا على تقاعس داخل الإدارة، قائلا “أسأل نفسي باستمرار، كما يفعل غيري، عما إذا كنا خلال الفترة بين نهاية مايو (أيار) 2024 ومنتصف يناير (كانون الثاني) 2025، التي قُتل فيها آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، قد قمنا بكل ما يمكن فعله للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف إطلاق النار. وأعتقد أن الإجابة أحيانا هي: لا”.
جرائم حرب مؤكدة
وعند سؤاله عن الاتهامات الموجَّهة إلى إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، قال ميلر “لا أعتقد أنها إبادة جماعية، لكني أعتقد بلا شك أن هناك جرائم حرب ارتُكبت”.
وأوضح أن التمييز بين سياسات دولة ممنهجة لارتكاب جرائم حرب والأفعال الفردية التي تُصنف كذلك، مسألة يجب أخذها بعين الاعتبار، لكنه شدَّد على أن هذه الحوادث قد وقعت بالفعل.
بايدن لم يكن المرشح المثالي
تحدَّث ميلر بصراحة غير معتادة عن الرئيس بايدن، قائلا إنه لو كان خارج الحكومة لفضَّل مرشحا أفضل لانتخابات 2024، مؤكدا “لا أعتقد أن هناك أي موظف في البيت الأبيض، مهما علا منصبه، كان قادرا على إبلاغ الرئيس بايدن بأنه غير مؤهل للاستمرار، أو أنه لن يفوز بإعادة انتخابه، لأنه كان سيرفض ذلك بشكل قاطع”.
وأشار إلى عدم وجود إجماع داخل الحزب الديمقراطي على بديل مناسب، موضحا أن “غياب من يتصدر المشهد ويقود التحرك ضد ترشيح بايدن هو ما حال دون التغيير”.
تقييم حذر لإدارة ترامب
وفيما يخص الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب، قدَّم ميلر تقييما مختلطا، واصفا المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بأنه “شخص كفء”، لكنه أبدى قلقه من تأثير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليه، وقال “أحيانا لا يدرك ما لا يعرفه، ويبدو ذلك واضحا في محادثاته بشأن أوكرانيا“.
ومع انتقاداته، أكد ميلر أن أهمية أي مبعوث تكمن في كونه يمثل الرئيس الأمريكي بصوت واضح لا لبس فيه، وهو ما قال إن ويتكوف يتمتع به.
وفي ختام حديثه، حذر من أن ترامب قد يبدد ما بنته الإدارات الأمريكية المتعاقبة من مكانة استراتيجية للولايات المتحدة في العالم، قائلا “السؤال الكبير الآن هو: هل الضرر الذي يُلحقه ترامب قابل للإصلاح أم لا؟”.