أكسيوس يكشف تفاصيل عرض سري قدمته واشنطن لطهران

كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن العرض الذي قدَّمته الولايات المتحدة لإيران، السبت الماضي، يتضمن السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها بمستويات منخفضة، ولمدة زمنية يُتفق عليها لاحقا، وهو ما يتناقض مع التصريحات العلنية التي أدلى بها مسؤولون أمريكيون بارزون.
ما أهمية هذا التطور؟
رغم تأكيد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، في مناسبات سابقة، أن واشنطن لن تسمح لإيران بأي شكل من أشكال التخصيب، وستطالب بتفكيك كامل لمنشآتها النووية، فإن العرض السري يعكس مرونة غير مسبوقة في كلا المطلبين، ويكشف عن تحوُّل في موقف الإدارة الأمريكية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإسرائيل تهاجم إيران وتغتال قيادات عسكرية وعلماء نوويين في عملية واسعة
مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي في غارات إسرائيلية على إيران
إسرائيل تشن هجوما على إيران وتغتال قادة كبارا وعلماء نوويين.. التطورات لحظة بلحظة
إيران من جهتها، كانت قد شددت مرارا على أنها لن توقع على أي اتفاق يمنع تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، وهو شرط تمسكت به خطا أحمر غير قابل للتفاوض.
تفاصيل العرض الأمريكي
وبحسب مصدرين مطلعين تحدثا لـ”أكسيوس”، فإن العرض الأمريكي يشمل مجموعة من النقاط الرئيسية، أبرزها:
- السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بتركيز لا يتجاوز 3% بعد توقيع الاتفاق، ولمدة زمنية تُحدَّد لاحقا خلال المفاوضات.
- تجميد منشآت التخصيب تحت الأرض مؤقتا، وجعلها “غير عاملة” خلال هذه الفترة.
- حظر بناء أي منشآت تخصيب جديدة، وتفكيك البنية التحتية الحيوية لمعالجة اليورانيوم وتحويله.
- وقف جميع أنشطة البحث والتطوير لأجهزة الطرد المركزي.
- قصر التخصيب فوق الأرض على الاحتياجات المدنية لتشغيل المفاعلات النووية، وفقا لتوجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- إنشاء نظام صارم للرقابة والتفتيش، يتضمن التصديق الفوري على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- تخفيف العقوبات لن يتم إلا بعد أن تثبت إيران “التزاما حقيقيا” بشروط الاتفاق، وفق تقييم أمريكي ودولي مشترك.

ردود الفعل
ورغم أن البيت الأبيض لم ينفِ تفاصيل هذا العرض، فإن المتحدثة باسمه كارولين ليفيت اكتفت بالقول “الرئيس ترامب أوضح أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا. لقد قدَّم المبعوث ويتكوف عرضا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني، ومن مصلحتهم قبوله. ولن نعلق على تفاصيل الاتفاق احتراما لسير المفاوضات”.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن العرض الأمريكي يفتقر حتى الآن إلى “الضمانات الكافية” بشأن كيفية رفع العقوبات وتوقيتها، مؤكدا أن طهران ما زالت تدرس المقترح، وأن قبوله ليس محسوما بعد.
قلق إسرائيلي
وأثار العرض الجديد قلق الحكومة الإسرائيلية ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان من أبرز الداعين إلى فرض قيود صارمة تشمل منع التخصيب كليا، وتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
ووفقا لـ”أكسيوس”، فإن نتنياهو حذر الرئيس ترامب من تقديم أي تنازلات قد تُضعف موقف الغرب في مواجهة إيران، ملوحا باستعداد بلاده للتحرك عسكريا إذا انهارت المحادثات.
وتخشى الإدارة الأمريكية أن يُقدم نتنياهو على خطوات أحادية من دون التنسيق السابق مع البيت الأبيض، مما قد يهدد المفاوضات الهشة.
ما التالي؟
من المتوقع عقد جولة سادسة من المحادثات النووية خلال الأيام المقبلة، في ظل أجواء من الحذر الشديد بين الأطراف، ومحاولة كل طرف اختبار حدود الآخر قبل توقيع أي اتفاق نهائي.