هل تستطيع إسرائيل تدمير منشأة “فوردو” النووية؟ خبير استراتيجي يجيب (فيديو)

في خضم التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، تعود إلى الواجهة تساؤلات استراتيجية حول قدرة تل أبيب على تدمير منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، إحدى أكثر المنشآت تحصينا وسرية في البرنامج النووي الإيراني، خاصة في ظل عدم امتلاك إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات التي يتطلبها مثل هذا الهجوم المعقد.
منشأة شديدة التحصين
تقع منشأة “فوردو” قرب مدينة قم، داخل منطقة جبلية وعرة وصخرية، وعلى عمق يناهز 80 مترا تحت الأرض، ما يجعل استهدافها تحديا عسكريا ولوجستيا بالغ التعقيد، كما يوضح الخبير والباحث الاستراتيجي العراقي معن الجبوري في تصريحاته للجزيرة مباشر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالجيش الإسرائيلي يعلن عن تنفيذ عمليات خاصة جنوب لبنان
نتنياهو بعد اجتماعه الثاني مع ترامب: ندفع أثمانا باهظة في غزة وعازمون على تحقيق جميع أهدافنا
رويترز تنشر اعترافا إسرائيليا للمرة الأولى بقصف إيران مواقع عسكرية
ويقول الجبوري إن هذه التضاريس الجغرافية “تشكل عائقا كبيرا أمام إسرائيل، لا سيما مع غياب الذخائر المناسبة لتنفيذ مثل هذه المهمة”، مشيرا إلى أن “الوصول إلى قلب المنشأة وتدمير بنيتها التشغيلية بالكامل أمر صعب للغاية بدون قنابل خارقة للتحصينات، وهي ذخائر متطورة لا تمتلكها إلا الولايات المتحدة“.
بدائل محدودة
ويضيف الجبوري أن إسرائيل قد تلجأ إلى خيارات بديلة لتحييد المنشأة جزئيا، من خلال استهداف مداخلها ومخارجها، أو شبكات الإمداد والتشغيل، بما يعطل عملها دون تدميرها كليا، وهو خيار يقلل من كلفة المواجهة ويحافظ على عنصر الردع دون إشعال حرب شاملة.
ولا يستبعد الخبير العراقي استخدام أساليب غير تقليدية، موضحا “هناك ضربات كيميائية أو بيولوجية أو جرثومية قد يتم اللجوء إليها، لتعطيل عمل المنشأة لفترة مؤقتة، دون الحاجة لتدمير بنيتها العميقة”.
حسابات عسكرية وسياسية
يأتي هذا الجدل في وقت تزداد فيه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، وسط تحذيرات دولية من أن استهداف منشآت نووية قد يؤدي إلى كارثة إقليمية، ويزيد من تعقيد أي فرص مستقبلية للعودة إلى الاتفاق النووي أو تسوية دبلوماسية شاملة.
كما أن أي ضربة إسرائيلية مباشرة لـ”فوردو” دون دعم أمريكي عسكري وتقني ستكون محفوفة بالفشل أو محدودة الأثر، ما يطرح تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن لتوفير الغطاء اللازم لهجوم من هذا النوع، في ظل التوتر العالمي الراهن وتعدد الجبهات المفتوحة.