الجنرال “الغوريلا”.. من هو حليف إسرائيل المفضل الذي يدفع واشنطن نحو الحرب مع إيران؟

بينما تتصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وتبدو المنطقة على شفا حرب شاملة، برز اسم الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الذي يوصف في الأوساط الأمريكية بأنه المحرك الرئيس خلف “كواليس” صناعة القرار في البنتاغون والبيت الأبيض، كما يصفه البعض بأنه “القوة الخفية” التي تدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب نحو الخيار العسكري ضد إيران.
صحيفة (التلغراف) البريطانية سلطت الضوء على سيرة هذا الجنرال الذي لقّبته بـ”الغوريلا المفتول العضلات”، ليس فقط بسبب بنيته الجسدية الضخمة، بل أيضا لطبيعته الهجومية وتأثيره المتزايد داخل وزارة الدفاع الأمريكية في كل ما يتعلق بالشأن الإيراني.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمن يقود الجيش الإسرائيلي إذا غاب القادة؟ تقرير يكشف لأول مرة عن “هيئة أركان الظل”
أول ظهور علني للمرشد الإيراني منذ الحرب مع إسرائيل (فيديو)
بينهم زائرون وموظفون.. إيران تكشف حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين (فيديو)
حليف لا غنى عنه لإسرائيل.. ونفوذ داخل البنتاغون
وبحسب “التلغراف”، فقد بات الجنرال كوريلا (59 عاما) يتمتع بنفوذ استثنائي في إدارة الملف الإيراني، حيث منحته وزارة الدفاع –تحت قيادة الوزير بيت هيغسيث– صلاحيات شبه مستقلة في تحديد شكل الرد العسكري الأمريكي.
وقالت الصحيفة إن كوريلا يتمتع بعلاقة خاصة مع كل من إسرائيل ووزير الدفاع، حيث يرى فيه المسؤولون الإسرائيليون “الجنرال الأمريكي الذي لا ينبغي مهاجمة إيران من دونه”.
وقد زار تل أبيب عشرات المرات منذ شبابه، واحتفظ بعلاقة تنسيق عسكرية وثيقة مع جيش الاحتلال، لدرجة أن مسؤولا إسرائيليا صرّح لموقع (واي نت) الإسرائيلي قائلا “بإمكانه أن يُمتحن فجأة في منتصف الليل حول تفاصيل الدفاع الجوي في أي ليلة تشهد قصفا، وسيتفوق على ضباطنا في الإجابة”.

مواجهة الداخل الأمريكي.. بين دعاة الحرب وأنصار التهدئة
وأشارت “التلغراف” إلى أن كوريلا خالف توجهات عدد من كبار قادة البنتاغون، مثل رئيس الأركان دان كاين ورئيس السياسات الدفاعية إلبريدج كولبي، اللذين يفضلان ضبط النفس وعدم الانزلاق في نزاع مباشر مع طهران.
لكن كوريلا، بدعم واضح من هيغسث، دافع عن خيار الرد القوي، ونجح –وفق مصادر لموقع (بوليتيكو)– في تمرير معظم طلباته بتعزيزات عسكرية، شملت أنظمة دفاع جوي وأسلحة استراتيجية في الشرق الأوسط.
كما يوصف الجنرال كوريلا بأنه “الذراع العسكرية” الأقوى الذي يؤثر في الرئيس ترامب مباشرة، إذ حظي بعدد من اللقاءات المباشرة مع الرئيس أكثر من غيره من كبار القادة العسكريين.
الضغط من أجل الهجوم.. قبل تقاعد “الجنرال المفضل”
وبحسب الصحيفة، فإن كوريلا كان من الداعمين لشن ضربات عسكرية على إيران، عبر خطة اقترحتها إسرائيل في الربيع الماضي تضمنت غارات جوية وعمليات “كوماندوز” ضد منشآت نووية، لكن الخطة جُمدت مؤقتا بسبب تفضيل ترامب للمسار الدبلوماسي حينها.
ورغم ذلك، نقل كوريلا لإسرائيل في إبريل/نيسان الماضي أن واشنطن لن تدعم في تلك المرحلة ضربات مباشرة ضد برنامج إيران النووي، لكنها أكدت استمرار “التحالف العسكري المتين”، وفقا لصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.
وفي 13 يونيو/حزيران، شنت إسرائيل هجوما جويا كبيرا استهدف منشآت عسكرية إيرانية ضمن عملية سميت “الأسد الصاعد“، وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن العملية جاءت “قبل فوات الأوان”، حيث تقترب ولاية كوريلا من نهايتها هذا الصيف، ويُنظر إليه كضمانة استراتيجية إسرائيلية داخل البنتاغون، بحسب “التلغراف”.
ومع تزايد التقديرات في إسرائيل بأن إيران تقترب من إنتاج سلاح نووي، ومع اقتراب كوريلا من التقاعد، قالت الصحيفة إن القيادة الإسرائيلية شعرت بأن “فرصة العمل بدأت تضيق”، فوجدت في الجنرال فرصة لا تتكرر لتمرير ضربة عسكرية قبل أن يغادر منصبه.

هل تدخل أمريكا حربا قبل رحيل كوريلا؟
ويختم تقرير “التلغراف” بالإشارة إلى أن الجنرال مايكل كوريلا، المعروف “بولائه لإسرائيل وشجاعته الميدانية”، قد يكون من بين أكثر الجنرالات تأثيرا في مسار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.
ومع اقتراب لحظة رحيله، تساءلت الصحيفة: هل يشهد الشرق الأوسط ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران، بإرث عسكري يحمل توقيع “الغوريلا”؟