“رش طلاء أحمر” يدفع الحكومة البريطانية إلى السعي لحظر حركة “التحرك من أجل فلسطين”

مظاهرة في لندن تندد بسعي الحكومة لتصنيف "بالستاين أكشن" منظمة إرهابية
مظاهرة في لندن تندد بسعي الحكومة لتصنيف "بالستاين أكشن" منظمة إرهابية (رويترز)

نددت حركة “بالستاين أكشن” (التحرك من أجل فلسطين) بإعلان وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، أمس الاثنين، أنها ستصنف الحركة منظمة إرهابية.

ووصفت الحركة ما أعلنته الوزيرة البريطانية بأنه “رد فعل غير متزن وتصعيد صادم في حملة قمع الحكومة لحق الاحتجاج”.

وقالت الحكومة البريطانية إنها ستستخدم قوانين مكافحة الإرهاب لحظر الحركة، وهو ما يعني وضع الحركة على قدم المساواة مع حركة حماس وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وفقا للقانون البريطاني، وسيجعل ذلك الانضمام للحركة أو الترويج لها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما.

ومنعت الشرطة البريطانية، أمس الاثنين، حركة “بالستاين أكشن” من تنظيم احتجاج أمام البرلمان، وردت الحركة بالقول إنها غيرت مكان الاحتجاج إلى ميدان “الطرف الأغر” في قلب لندن، الذي يقع مباشرة أمام المنطقة التي منعت الشرطة الاحتجاج فيها.

خلفية الموقف الحكومي

جاء هذا التحرك من جانب الحكومة البريطانية على خلفية اقتحام نشطاء من حركة “بالستاين أكشن” في 20 يونيو/حزيران الجاري، لقاعدة “برايز نورتون”، وهي أكبر قاعدة جوية بريطانية، حيث قام النشطاء برش طلاء أحمر على طائرتين تابعتين لسلاح الجو البريطاني، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الحركة بأي عمل يتعلق بالمرافق العسكرية البريطانية.

وردا على التحرك الحكومي قالت حركة “بالستاين أكشن” في بيان إن “الجريمة الحقيقية ليست في رش طلاء أحمر على طائرات حربية بريطانية، بل في جرائم الحرب التي تُرتكب باستخدام هذه الطائرات نتيجة تواطؤ الحكومة البريطانية في الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين”.

الشرطة قامت باحتجاز مجموعة من المتظاهرين الداعمين لحركة "بالستين أكشن"
الشرطة احتجزت مجموعة من المتظاهرين الداعمين لحركة “بالستين أكشن” (رويترز)

وشدد البيان، الذي اطلعت عليه الجزيرة مباشر، على أن أعضاء الحركة هم من المعلمين والممرضات والطلاب وأولياء الأمور، وينفذون أعمالًا سلمية ضد شركات خاصة متورطة في تسليح إسرائيل، معتبرة أن تصنيفها ضمن جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة و”بوكو حرام” هو “ادعاء سخيف وخطير”.

اتهامات لستارمر

واتهمت الحركة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بـ”النفاق”، موضحة أنه دافع عن محتجين اقتحموا قاعدة لسلاح الجو البريطاني عام 2003 بهدف منع قاذفات أمريكية من التوجه إلى العراق.

واعتبر ستارمر حينها أن ذلك كان “احتجاجًا قانونيًّا لمنع جرائم حرب”، بينما يدعم اليوم حظر حركة “بالستاين أكشن” رغم أنها استخدمت وسائل احتجاج سلمية تتمثل في رش الطلاء فقط.

وأعلنت الحركة أنها وكلت فريقًا قانونيًّا للطعن في القرار، في موقف أيدته الكاتبة الأيرلندية الشهيرة سالي روني، إذ كتبت في صحيفة الغارديان قائلة إن “التصعيد الحكومي يمثل هجوما مروعا على حرية التعبير”، مؤكدة أنها ستواصل دعم “بالستاين أكشن” سواء أصبح ذلك جريمة إرهابية أم لا.

ستارمر سيق أن أشاد باقتحام المتظاهرين لقاعدة بريطانية احتجاجا على حرب العراق
ستارمر سبق أن أشاد باقتحام المتظاهرين لقاعدة بريطانية احتجاجا على حرب العراق (رويترز)

تنديد حقوقي وسياسي

ووصفت منظمات حقوقية كبرى، مثل منظمة “العفو الدولية في بريطانيا” و”ليبرتي”، تصريح وزيرة الداخلية البريطانية، بأنه “تصعيد غير مسبوق في قمع الحكومة للاحتجاجات”، وحثت المنظمات الوزيرة على التراجع عن القرار قبل عرضه على البرلمان.

وعلق وزير العدل السابق التابع لحزب العمال، اللورد فالكونر، على القرار، قائلًا إن واقعة اقتحام نشطاء من حركة “بالستاين أكشن” لقاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني “برايز نورتون” لا تبرر الحظر القانوني.

كما أعرب عدد من نواب حزب العمال في البرلمان عن معارضتهم للقرار، ومن بينهم النائبة ديانا أبوت التي قالت “يبدو أن الحكومة تخلط بين الاحتجاج والإرهاب. ما تفعله إسرائيل هو الإرهاب، وما تفعله بالستاين أكشن هو الاحتجاج عليه”.

من جانبه، قال النائب جون ماكدونيل إن تصنيف الحركة على أنها منظمة إرهابية “غير مناسب”، معتبرًا أن قوانين مكافحة الإرهاب لم تُشرع لهذا النوع من القضايا.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دأبت الحركة المناصرة لفلسطين، على تنظيم احتجاجات أمام الشركات البريطانية المرتبطة بإسرائيل، بما فيها شركات السلاح مثل “إلبيت سيستمز”، والبنوك والمؤسسات التي ترتبط باستثمارات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان