المقاومة الفلسطينية ترد على اعترافات المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية وتطالب بمحاسبته

أثارت تصريحات المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، التي أقر فيها صراحة بأن “إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة”، ردود فعل غاضبة ومنددة من فصائل فلسطينية، رأت أن هذه التصريحات “إدانة قانونية وسياسية صريحة” للاحتلال الإسرائيلي، و”دليل دامغ على التواطؤ الأمريكي الكامل في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني”.
اعتراف يستوجب محاسبة دولية
وقالت لجان المقاومة في فلسطين إن ما أدلى به ميلر “اعتراف موثق على الهواء مباشرة” يشكّل مادة قانونية مهمة “يمكن استخدامها في المحاكم الدولية لمحاسبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأركان حكومته، إلى جانب تحميل الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن المسؤولية الكاملة بوصفها شريكا رئيسيا في هذه الجرائم”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجمات إسرائيلية جديدة فوق طهران
ماذا نعرف عن الحصيلة الأولية للضربة الإيرانية على إسرائيل؟
ماكرون: سنعترف بالدولة الفلسطينية.. ولن نقبل بإيران نووية
وأكدت اللجان أن تصريحات ميلر التي أشار فيها إلى أن قول الحقيقة لم يكن مسموحا له أثناء توليه المنصب “تكشف بوضوح حجم التواطؤ والتضليل الذي مارسته الإدارة الأمريكية، ومحاولاتها تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام حول الحرب الفاشية والمجازر الوحشية التي ارتُكبت بحق المدنيين الأبرياء في غزة“.
ودعت لجان المقاومة المؤسسات الدولية الحقوقية والقانونية إلى التحرك الفوري لمحاكمة كل من تورط في “حرب الإبادة الصهيونية”، سواء من قادة الاحتلال أو من الإدارة الأمريكية.
حماس: واشنطن شريكة في جرائم الحرب
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان رسمي، إن تصريحات ميلر تمثل اعترافا صريحا “يدين الاحتلال ويكشف التواطؤ العميق للإدارات الأمريكية المتعاقبة”، خاصة بعد إقراره بأنه كان مضطرا إلى اتباع الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية رغم علمه بالحقائق على الأرض.
وأكدت الحركة أن هذه التصريحات تضع واشنطن في موقع الشريك المباشر في “جرائم الحرب والإبادة الجماعية” التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي للاحتلال “لم يقتصر على التسليح والتمويل، بل شمل الحماية السياسية والدبلوماسية والتغطية الإعلامية المضللة”.
وطالبت الحركة المجتمع الدولي بتحويل هذه التصريحات إلى إجراءات عملية، وفتح تحقيقات دولية لمحاسبة المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين المتورطين في الجرائم.
حركة المجاهدين: اعتراف يفضح الغطاء الأمريكي
بدورها، وصفت حركة المجاهدين الفلسطينية اعتراف ميلر بأنه “إقرار واضح بارتكاب الاحتلال جرائم حرب”، مشددة على أن هذه الشهادة تفضح الدور “المخادع والمساند” الذي مارسته إدارة بايدن، التي وفرت للاحتلال الغطاء الدولي والدعم العسكري والسياسي.
ودعت الحركة إلى استثمار هذا الاعتراف بصفته مستندا قانونيا دوليا لملاحقة كل من تواطأ أو شارك في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين في غزة، وطالبت المؤسسات الحقوقية العالمية بتحمل مسؤولياتها في وقف “القتل المستمر بحق الشعب الفلسطيني”.
الجبهة الشعبية: تستر على مجازر
من جانبها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات ميلر تمثل “إدانة متأخرة وإقرارا ضمنيا بجرائم الاحتلال”، محملة إدارة بايدن المسؤولية الكاملة باعتبارها قدَّمت “الدعم السياسي والعسكري والغطاء القانوني لآلة القتل الصهيونية”.
وأشارت الجبهة إلى أن ميلر نفسه، خلال توليه منصبه، كان من أبرز المدافعين عن الاحتلال، وممن روجوا للرواية الإسرائيلية، معتبرة أن “اعترافه المتأخر لا يعفيه من المسؤولية القانونية والأخلاقية، بل يؤكد حجم التواطؤ داخل الإدارة الأمريكية”.
وكان ميلر قد أثار موجة جدل بعد ظهوره في مقابلة مطولة ضمن برنامج “بودكاست ترامب 100″ عبر شبكة “سكاي نيوز”، قائلا إن “إسرائيل ارتكبت جرائم حرب”، مشيرا إلى حالات فردية ارتكب فيها جنود إسرائيليون أفعالا ينطبق عليها هذا التصنيف.
وكشف ميلر أن الولايات المتحدة جمدت في ربيع 2024 تسليم قنابل زنة 2000 رطل لإسرائيل، خشية استخدامها بشكل غير مشروع في غزة. وأقر بأن الإدارة الأمريكية فشلت في ممارسة ضغط كافٍ لوقف إطلاق النار، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.