يقين.. قصة أصغر متطوعة شهيدة في غزة (فيديو)

الطفلة يقين حماد، أصغر ناشطة إعلامية ومتطوعة في غزة، حوّلت عدسة هاتفها إلى عين للعالم، قبل أن تُغلق عيناها إلى الأبد تحت أنقاض بيتها المُدمّر.
وحدة الذكاء الاصطناعي في الجزيرة مباشر نشرت أحدث حكاياتها التوثيقية، لقصة رقمية غير عادية، لتروي حكاية يقين حماد، ذات الثلاثة عشر ربيعًا، التي لم تكن تملك من أدوات الصحافة سوى هاتفٍ صغير، وقلبٍ كبير لا يعرف الخوف. في حيّ البركة بمدينة دير البلح، حيث ولدت وترعرعت، لم تنتظر يقين تعليمات من أحد لتبدأ مهمتها: رصد الألم، وتوثيق الدمار، ومواساة من بقي من الأحياء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحين يصبح النعاس فخا.. الحقائق الصادمة خلف أغاني ما قبل النوم
“عبد الله بن أم مكتوم”.. مدرسة هندية تجمع القرآن والعلوم في قاعة واحدة بلا أصوات (شاهد)
أب يدهس زوجته وابنته بسبب النزاع على الحضانة (فيديو)
وعبر منصات التواصل، كانت يقين تُطلّ على العالم بصوتٍ ناعم، تنقل مشاهد الركام، وتعرض صور الوجع الذي يعيشه أهلها في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لم تكتفِ بالتوثيق، بل كانت أيضا متطوعة في مبادرات خيرية، تسعى لتأمين احتياجات الأسر المنكوبة، وتوزّع بسمتها في الأزقة الضيقة، رغم أن الحرب سرقت من طفولتها كل شيء.
رحيل كبير في لحظة واحدة
في 23 مايو/أيار 2025، اختارت الطائرات الإسرائيلية أن تستهدف منزل عائلة يقين في دير البلح. لم يكن في البيت سوى بعض من الصبر، وبعض من الحكايات، وبعض من الطفولة المعلقة. سقطت القذيفة، وسقط معها حلم يقين الذي لم يكتمل. استشهدت الصغيرة، لكن روايتها لم تنتهِ.
الجزيرة توثّق
لإحياء ذكراها وتخليد نضالها الصغير الكبير، أنتجت وحدة الذكاء الاصطناعي في الجزيرة مباشر عملا رقميا مؤثرا، أعاد بناء مشاهد من حياة يقين، مستندا إلى صورها الحقيقية ومقاطعها المصورة.
وبتقنيات تحاكي الواقع، ظهرت يقين من جديد، وهي تتحدث وتبتسم وتروي، لكن هذه المرة من خلف الشهادة.
تظهر في الحكاية وهي تحمل صندوقا صغيرا من التبرعات، تمسح دمعة طفل، وتهمس للكاميرا “غزة مش لوحدها”. كأنها كانت تعرف أن صوتها سيبقى بعد أن تصمت كل الأصوات.
بطلة من نور
رحلت يقين، لكن رسالتها ما زالت تمشي في شوارع دير البلح، في ذاكرة أهلها، وعلى شاشات المتابعين.
أصبحت رمزا لطفولة تُقاوم، ومثالا لوعي مبكر نضج تحت الحصار والقصف. الطفلة التي لم تملك وقتا كافيا لتنضج، نضجت بسرعة البرق، ثم ارتقت.
في زمن أصبح فيه الصمت هو اللغة السائدة، اختارت يقين أن تتحدث، أن تُخبر العالم بما يجري، حتى آخر لحظة في حياتها.