الكاتب اليهودي جون كيس: لو كنتُ طفلًا يتضوّر جوعًا في غزة لقاتلت إسرائيل بكل الوسائل (فيديو)

قال الكاتب اليهودي جون كيس، وهو حفيد أربعة ناجين من المحرقة النازية، إن ما تفعله إسرائيل في غزة يُشعره بالخزي العميق، مؤكدًا أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني تبرر جميع وسائل المقاومة ضد الاحتلال.

وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، تحدَّث كيس عن عواقب أفعال إسرائيل الحالية، بقوله “إسرائيل تزرع الآن بذور حرب مستقبلية، وبذور الإرهاب المستقبلي وانعدام الأمان بسبب العنف الذي تمارسه ضد سكان غزة. إنه أمر محزن للغاية، لأن إسرائيل في الأساس لا تفعل سوى إطالة أمد الصراع بالأفعال التي تقوم بها الآن”.

وتابع “لو كنتُ طفلا يتضور جوعا في غزة، فالأرجح أنني كنت سأكبر على كراهية إسرائيل، وأرغب في مقاتلتها بكل الوسائل، وكانت كل وسيلة ستُعَد مبرَّرة لو عشت ما يعيشه أطفال غزة اليوم”.

وأضاف كيس الذي خدم بالجيش الإسرائيلي ضمن الخدمة الإلزامية “إدراكي بشأن تصرفات إسرائيل وتداعيات استمرار هذه الدورة التي لا تنتهي من العنف بدأت عندما كنت في الجيش. رأيت أنها كانت تعمل بشكل منهجي لمنع السكان الفلسطينيين من العيش حياة كريمة، وأن المزيد من الحقوق تُسلب منهم بدلا من منحها لهم”.

التعتيم يؤدي إلى الإنكار

وأشار الكاتب اليهودي إلى أنه لو كان بمكان أي طفل فلسطيني، فسيكبر على كراهية إسرائيل والإسرائيليين، وكل وسيلة يستخدمها لكرههم ستكون مبرَّرة.

كما أشار كيس إلى أن ما يُعرض في وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يعكس بأي شكل حجم الكارثة الإنسانية في غزة، بل إن أغلبية المواطنين لا يدركون ما يجري فعليا. وأرجع ذلك إلى الرقابة العسكرية المباشرة.

وأوضح أن هذا التعتيم يؤدي إلى إنكار واسع للواقع، مشيرا إلى أن الإسرائيليين فور رؤيتهم صور الضحايا يقولون مباشرة “إنها مزيفة”.

وتحدَّث كيس عن التجاهل المتعمَّد للفظائع التاريخية التي ارتُكبت عام 1948، مشيرا إلى أنه “يشعر بالخزي منها، لكن الإسرائيليين لا يتعلمون عنها في المدارس، ولا يرون هذه الحقائق في إعلامهم”.

وتابع “الإسرائيليون لا يشاهدون وسائل الإعلام نفسها التي يشاهدها الفلسطينيون أو حتى ما يراه بقية العالم”.

وأكمل “هناك إدراك بدأ ينمو ببطء بين بعض الإسرائيليين، مفاده أنه ربما لم تُعرض علينا الصورة الكاملة، سواء من الناحية التاريخية أو في نظام التعليم”، لكن هذا الوعي لا يزال محصورا في شريحة صغيرة جدا من السكان، ويتطلب الأمر شجاعة كبيرة لتحمُّل النبذ الاجتماعي بسبب ذلك، حسب وصفه.

السلاح النووي

وفي سياق حديثه عن السياسات الإسرائيلية في المنطقة، تطرَّق كيس إلى قضية السلاح النووي، منتقدا ما وصفها بـ”المفارقة المخزية”، وقال “من السخرية أن تملك إسرائيل سلاحا نوويا، ثم تطالب دولة أخرى بألا تملك الشيء نفسه”.

وفي معرض حديثه عن الحراك العالمي الداعم للفلسطينيين، أعرب كيس عن إعجابه الشديد بالمظاهرات التي تجوب العالم نصرة لغزة، ودعمه الكامل لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS).

وفي ختام حديثه، عبَّر كيس عن حزنه العميق واعتذاره للفلسطينيين، مؤكدا أن إسرائيل فشلت في إدراك المسؤولية التاريخية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وأضاف أن الحل الحقيقي يبدأ بالاعتراف بحق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين، وتحقيق العدالة والمساواة.

وتابع “نحتاج إلى سلام مبني على الحقوق والكرامة، على أمل أن نتمكن يوما ما من العيش معا، والاحتفال بالحياة لا الموت”.