فاينانشال تايمز: تحذير من مشروع ترامب “الكبير الجميل” وتأثيره

حذر مكتب الموازنة في “الكونغرس” الأمريكي من أن مشروع قانون الضرائب، الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سوف يضيف نحو 2.4 تريليون دولار إلى ديون الحكومة الأمريكية بحلول عام 2034.

وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، اليوم الأربعاء، أن هذا التحذير يمثل ضربة لجهود ترامب لإقرار هذا القانون، الذي وصفه بالقانون “الكبير والجميل”، من قبل مجلس الشيوخ.

وقدم مكتب الموازنة في “الكونغرس”، وهو مكتب مستقل لا يتبع أيا من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، رؤية مختلفة لمشروع القانون، حيث يرى أنه سيزيد عجز الموازنة الأمريكية، فيما تقول إدارة ترامب إنه سيؤدي لتحقيق فائض بها.

وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى أن انتقاد مكتب الموازنة في “الكونغرس” لمشروع قانون ترامب يأتي بعد يوم من هجوم الملياردير إيلون ماسك، على مشروع القانون واصفا إياه بأنه “عمل بغيض ومثير للاشمئزاز”، مضيفا أنه عمليا سوف يلغي جانبا كبيرا من جهود إدارة الكفاءة الحكومية، التي ترأسها ماسك قبل استقالته منها مؤخرا، لتخفيض نفقات الحكومة.

ارتفاع ديون الحكومة الأمريكية

وتثير الزيادة المتوقعة في عجز الموازنة الأمريكية مخاوف لدى المتعاملين في بورصة “وول ستريت” في نيويورك، حيث ارتفعت قيمة سندات الخزانة الأمريكية، التي تصدرها الحكومة الأمريكية لتمويل العجز في موازنتها، من 5 تريليونات دولار تقريبا عام 2008 إلى نحو 29 تريليون دولار حاليا، هذا في الوقت الذي تسعى إدارة ترامب لتخفيض الضرائب.

وكان جيمي ديمون رئيس بنك “جي بي مورغان”، أحد أكبر البنوك الأمريكية، حذر الأسبوع الماضي أن سوق السندات الأمريكية قد “يتصدع” إذا لم تقم الحكومة بخطوات ملموسة للسيطرة على عجز الدين الأمريكي الهائل.

تخفيض الضرائب

ويهدف مشروع قانون الضرائب الذي قدمه ترامب إلى تخفيض الضرائب بشكل كبير، وذلك امتدادا لخطوات سبق أن قام بها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، وإلغاء تمويل مبادرات دعم البيئة وإلغاء دعم برنامج التأمين الصحي المعروف باسم “ميديك آيد” الذي يقدم الخدمات الطبية لملايين الأمريكيين من منخفضي الدخل والمعاقين.

كما يتضمن مشروع ترامب زيادة الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن أن تقترضه الحكومة الأمريكية بنحو 5 تريليونات دولار.

وأوضح مكتب الموازنة في “الكونغرس”، يوم الأربعاء، أن المشروع الذي قدمه ترامب سوف يؤدي لتراجع عائدات الضرائب بمبلغ 3.75 تريليونات دولار، كما سيزيد عدد الأمريكيين الذين يفتقرون إلى خدمات التأمين الصحي بنحو 10.9 ملايين فرد.

وكان مشروع قانون الضرائب الذي قدمه ترامب حظي بموافقة مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بفارق ضئيل. غير أن المشروع يواجه معارضة من بعض الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ بسبب ما سيؤدي إليه من ارتفاع كبير في إعداد من يفتقرون لخدمات التأمين الصحي، علاوة على زيادة العجز الهائل في الموازنة الأمريكية.

رد إدارة ترامب

وعلى الجانب الآخر تؤكد إدارة ترامب أن مشروع القانون سوف يزيد من النمو الاقتصادي، نتيجة تخفيض الضرائب على الشركات وهو سيشجعها على زيادة الاستثمار، كما أن هناك زيادة كبيرة في الإيرادات نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ولم يتم أخذها في الاعتبار من جانب مكتب الموازنة في “الكونغرس”.

وانتقدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت مكتب الموازنة في “الكونغرس”، قبل يوم من صدور تقريره بشكل رسمي، وقالت إن تقريره يمثل “خطأ تاريخيا”.

وقالت ليفيت “للأسف، هذه المؤسسة أصبحت حزبية ومسيسة”، مضيفة أن إدارة ترامب “واثقة من تحليلاتها الاقتصادية”، وأن هذا القانون سيوفر 1.6 تريليون دولار.

ومن جانبهم شن الديمقراطيون هجوما حادا على مشروع قانون الضرائب الذي قدمه ترامب، حيث قال رون ويدن، العضو الديمقراطي بلجنة المالية في مجلس الشيوخ، إن “القانون تحول من سيء إلى أسوأ”.

وحث ويدن الأعضاء الجمهوريين على رفض القانون مؤكدا أنه عليهم أن ينظروا للأضرار التي سيلحقها هذا القانون بالناخبين في دوائرهم الانتخابية.