تحولت إلى رمز إنساني عالمي.. مالكة مطعم إيطالي: تلقيت رسائل شكر من أطفال غزة (فيديو)

في قلب مدينة نابولي الإيطالية، تحوّلت نيفيس موندا، مالكة مطعم “تا فيرنا دي سانتا كيارا” الشهير، إلى رمز إنساني عالمي بعد أن رفضت استضافة عائلة إسرائيلية في مطعمها، قائلة بوضوح “لا أريد أموال الإبادة”.

تعود الحادثة إلى يوم السبت، حين كانت موندا تعمل كالمعتاد في مطعمها وسط المدينة. تقول في حوار مع الجزيرة مباشر “لم أكن أعرف أنهم إسرائيليون، لكنهم بدؤوا يتحدثون بصوت مرتفع مع عائلة إسبانية تجلس بجوارهم، وقالوا إنهم من تل أبيب، وبدؤوا يمتدحون المدينة ويدعون الآخرين لزيارتها. عندها شعرت بالاشمئزاز”.

موندا اقتربت من الطاولة وقالت لهم بكل صراحة “لا أريد أموالكم. أنتم غير مرحب بكم هنا. أرفض التعامل مع أي طرف يدعم إبادة المدنيين. خمسون ألف قتيل في غزة، بينهم آلاف الأطفال. هذا لا يمكن السكوت عليه”.

الواقعة، التي سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت جدلا واسعًا في إيطاليا بين من اتهم موندا بـ”معاداة السامية”، ومن أشاد بـ”موقفها الأخلاقي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.

رسائل شكر من غزة

في نابولي، خرجت مظاهرات داعمة لموقف موندا، طالبت بوقف الحرب على غزة، ونددت بالحملة الإلكترونية التي استهدفتها بعد الحادثة.

أما في قطاع غزة، فقد تلقت موندا رسائل مؤثرة من أطفال غزاويين عبّروا فيها عن شكرهم العميق لها، وامتنانهم لموقفها الشجاع الذي رفض القتل والعنف والتمييز، ومنحهم شعورا بالإنصاف في عالم يغض الطرف عن مأساتهم.

موندا: “الصهاينة غير مرحب بهم هنا”

ورغم ما تعرضت له من اتهامات ومحاولات لتجريم موقفها، تصر موندا على موقفها، وتقول “أنا فخورة بما فعلت. قلتها وسأظل أقولها: الصهاينة غير مرحب بهم هنا. لا أريد أموالا تشتري بها وجبة بينما تزهق بها أرواح الأبرياء في غزة”.

تؤكد موندا أنها لا تكره أحدا، لكنها ترفض “الاحتلال، والقتل، والعنصرية”، وتقول إن ما دفعها للحديث ليس سوى “صوت الضمير الإنساني”، مشيرة إلى أن المطعم بالنسبة لها ليس مجرد مكان عمل، بل مساحة لمواقف أخلاقية أيضا.