احترس من الكتابة للأصدقاء والمحبين بالذكاء الاصطناعي لهذه الأسباب

حذر جاستن غريغ، الأستاذ في اللغويات وعلوم الاتصال بجامعة سانت فرانسيس في كندا، من أخطار استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الرسائل الشخصية، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان الطابع الإنساني في التواصل بين الأصدقاء والأقارب.
وفي مقال نشره غريغ في موقع “سيكولوجي توداي” استشهد بما جرى في جامعة فاندربيلت بالولايات المتحدة، حين أرسلت إدارة كلية بيبودي، رسالة بريد إلكتروني إلى طلابها في أعقاب حادث إطلاق نار مأساوي أسفر عن مقتل 3 طلاب في فبراير/شباط من عام 2023.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsألمانيا: الذكاء الاصطناعي في خدمة إسرائيل
الذكاء الاصطناعي يناقش نفسه: هل يمكن أن أخرج عن سيطرة البشر؟ (شاهد)
من يحكم صحتك العضلات أم الدهون؟ دراسة كبرى ترسم خريطة نجاتك من آلام الظهر
وبينما كان الهدف من الرسالة طمأنة الطلاب بالتأكيد على أن الجامعة ستبذل قصارى جهدها لإيجاد بيئة آمنة، وحرصها على بناء علاقات قوية معهم، جاءت النتيجة بالعكس، إذ كُتب في نهاية الرسالة بخط صغير: تمت صياغة هذه الرسالة بواسطة نموذج تشات جي بي تي.
وأثار استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة هذه الرسالة غضب الطلاب واعتبروه دليلًا على غياب التعاطف الإنساني المشار إليه في الرسالة في وقت هام بعد حادث أليم.
وعلى إثر هذا الغضب اعتذرت كاميلا بينو، عميدة كلية التعليم والتنمية البشرية في جامعة فاندربيلت، قائلةً إنها “منزعجة للغاية لأن الرسالة التي صدرت من إدارتها أغفلت الحاجة الماسة للتواصل الشخصي والتعاطف في وقت المأساة”.

الشعور بعدم الاهتمام
ويكشف المقال عن الآثار السلبية النفسية التي يحدثها استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الرسائل الشخصية موضحا أنه يؤدي إلى تنافر بين المرسِل والمستقبِل، خصوصًا إذا بدت الكتابة غير متوافقة مع أسلوب الكاتب المعتاد.
وأضاف أن هذا التنافر قد يولّد لدى مستقبل الرسالة إحساسًا بأن المرسِل لا يهتم به حقًّا، وهو ما قد يتسبب في ضعف العلاقة الإنسانية بينهما ويجعل التواصل بينهما فارغًا.
لكن الأسوأ، وفق كاتب المقال، هو أن استخدام الذكاء الاصطناعي في المحادثات الشخصية قد يُسهم في نزع الصفة الإنسانية عن الآخرين، مما يعكس تجاهلًا لقيمة الطرف الآخر، ويفقد الرسالة عنصرها الأصيل وهو التواصل البشري الحقيقي.
الفرق بين التراكيب اللغوية
وبحسب جاستن غريغ فإن نصوص الذكاء الاصطناعي قد يظهر فيها استخدام تراكيب لغوية معينة مثل زيادة حروف العطف والمفعول به، بينما يتنوع النص البشري في المفردات وفي توزيع الجمل، منبها إلى أن الدراسات اللغوية الحديثة تؤكد قدرة البشر على التقاط هذه الفروق بين النصين، وهو ما يُشعر القارئ بالنفور عند قراءة نصوص مكتوبة بالذكاء الاصطناعي.
ورغم هذه التحذيرات يلفت صاحب المقال إلى أنه يمكن التسامح مع استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة مواد تسويقية أو مقترحات بحثية، نظرًا إلى أنها لا تحمل بعدا شخصيًّا عميقًا.
لكن تبقى رسائل البريد الإلكتروني الشخصية استثناءً، إذ تتطلب تواصلًا إنسانيًّا صادقًا، واحترامًا لمشاعر المستقبل.
واختتم المقال بالتأكيد على أن تطور تقنيات الكتابة بالذكاء الاصطناعي سيجعل كشف النصوص الآلية أصعب مستقبلًا، لكن يبقى خطر فقدان الثقة قائمًا، إذا اكتشف مستقبل الرسالة أن المرسل لم يكتبها له بنفسه.