لماذا يرغب شباب كثيرون في الهجرة من بريطانيا؟ وما الدول التي يفضلونها؟

أغلب الشباب في بريطانيا يتطلع للإقامة والعيش خارجها
أغلبية الشباب في بريطانيا يتطلعون إلى الإقامة والعيش خارجها (موقع فريبيك)

أظهرت دراسة حديثة للمجلس الثقافي البريطاني أن نحو ثلاثة أرباع الشباب البريطاني، الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عاما، يتطلعون إلى العمل والإقامة خارج بريطانيا، سواء في الأجل القصير أو البعيد، وفق صحيفة فاينانشال تايمز.

وأوضح نحو ثلثي هؤلاء الشباب أن مستوى معيشتهم تراجع بالمقارنة بما كان عليه الحال في جيل آبائهم، وأشار أكثر من نصفهم إلى انخفاض الأجور، مقارنة بتكاليف المعيشة، باعتبارها أحد أكبر أسباب تراجع نمط حياتهم.

وقال ولف، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 30 عاما ولديه طفل صغير، للصحيفة إنه بالفعل يبحث إمكانية الانتقال للعيش خارج بريطانيا، مضيفا أن عليه “الاختيار بين طفل ثان والإقامة في لندن”، إذ لا يمكنه تحمُّل الأعباء المالية للأمرين معا.

وألقى ولف باللائمة على ما وصفه بـ”الضربة الثلاثية” التي يتعرض لها، وهي ارتفاع تكلفة الإيجار في لندن وارتفاع الضرائب وارتفاع تكلفة رعاية الأطفال اللازمة حتى تتمكن الأم من مواصلة العمل.

وأشارت الصحيفة إلى عواصم أوروبية تتوافر بها وظائف في قطاع التكنولوجيا لكن تكلفة الإقامة والإيجار فيها أقل، مثل مدريد وبرلين، الأمر الذي يجعلها خيارا أفضل لو أتيحت فرص عمل بها.

الهروب من الضرائب المرتفعة

وأوضحت الصحيفة أن ارتفاع الضرائب في بريطانيا، مقارنة بدول أخرى جاذبة للاستثمارات، يدفع الكثيرين إلى مغادرتها، خاصة ارتفاع ضريبة الأرباح الرأسمالية التي تفرضها الحكومة على عائدات بيع المشروعات، مما يدفع رجال الأعمال إلى نقل مشروعاتهم وشركاتهم للخارج لتجنبها.

وفي السياق ذاته، أسهم تغيير نظام الضرائب المستحقة على رجال الأعمال المقيمين في بريطانيا، عن الأرباح التي يحققونها من استثمارات في الخارج، في هروب الكثير منهم.

ولعقود طويلة استفاد أصحاب الملايين المقيمين في بريطانيا من نظام الضرائب الذي يلزمهم بدفعها عن أرباحهم فقط داخل بريطانيا، ولا يلزمهم بدفعها عن أرباح في دول أخرى، وهي ميزة كبيرة لمن لديهم استثمارات واسعة في دول عدة، واختاروا الإقامة في لندن أو غيرها من المدن البريطانية.

لكن هذه الميزة انتهت أخيرا بعد تغيير قواعد الضرائب، بدءا من السنة المالة الحالية، علاوة على ضريبة الإرث المرتفعة، وهي غير موجودة أصلا في كثير من الدول.

شراء منزل في لندن صار حلما صعب المنال لأغلب الشباب
شراء منزل في لندن صار حلما صعب المنال لأغلبية الشباب (موقع فريبيك)

صعوبة شراء منزل

وأشار بوب (31 عاما)، الذي يعمل بأحد البنوك في لندن، إلى أنه وأصدقاءه يبحثون الانتقال للعيش خارج بريطانيا وذلك “لعدم القدرة على شراء منزل كبير بما يكفي لتربية أسرة، وهو أمر صار صعبا بشكل متزايد في المملكة المتحدة“.

وأوضحت الصحيفة أن كثيرين يبحثون عن فرصة عمل بلا ضرائب في الشرق الأوسط ليتمكنوا من توفير ما يكفي لشراء منزل.

لكن بعض من تحدثوا للصحيفة قالوا إنه يجب الحرص عند البحث عن عمل في الشرق الأوسط بسبب ما وصفوه بـ”غياب الأمان الوظيفي”، وإلغاء الإقامة في حال فقدان العمل.

وقال روبرت سالتر، مدير شركة الاستشارات الضريبية “بليك روثنبرغ”، للصحيفة إن الشباب الذين لديهم خبرة مهنية “أكثر ميلا إلى تحقيق النجاح في العمل في دول منخفضة الضرائب أو خالية من الضرائب مثل دول في الشرق الأوسط وسنغافورة“.

البلاد المفضلة للمهاجرين

وتحتل أستراليا والولايات المتحدة وكندا المراتب الثلاثة الأولى في الدول التي يفضل الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عاما الانتقال للعمل والإقامة بها، حيث تنخفض فيها معدلات الضرائب وتقل تكلفة المساكن، علاوة على توافر فرص العمل.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، يؤدي عامل اللغة أيضا دورا في الاختيار، إذ إن اللغة الإنجليزية هي لغة هذه الدول.

وفي أوروبا، تأتي إيطاليا في المقدمة بسبب تخفيضات الضرائب بها وانخفاض تكلفة الإيجارات.

وأشارت الصحيفة إلى زيادة الإقبال على الإقامة في إيطاليا، خاصة بين أصحاب الثروات، إذ يدفع المقيمون في إيطاليا ضريبة ثابتة قدرها 200 ألف يورو سنويا على دخلهم المكتسب من الخارج، ويمكنهم تجنب ضريبة الميراث.

المصدر: فايننشال تايمز

إعلان