كيف تحدت لبنانية مخاوفها ونجحت في رعي الأبقار وسط الأزمة الاقتصادية؟ (فيديو)

في بلدة الكنيسة بمحافظة عكار شمالي لبنان، قررت ضحى الخضر أن تبدأ مشروعها الخاص في رعي الأبقار، متحدية بذلك تداعيات الأزمة المعيشية في البلاد، ورافضة الاستسلام لمخاوفها.
وعن تلك المخاوف، أوضحت ضحى: “كنت أخاف من الأبقار، ولم أكن أجرؤ على الاقتراب منها من شدة الخوف”.
اقرأ أيضا
list of 2 items“سوبرمان هامبورغ”.. سوري يروي قصة إنقاذه عشرات الأشخاص من هجوم في ألمانيا (فيديو)
إصرار رغم كل شيء
وتابعت المرأة، “لكن ابني ساعدني على كسر حاجز الخوف، ثم تأقلمت وتعودت على وضعي الجديد بعد فترة، وأصرّيت على أن أتعلم كيفية حلب البقرة، فتعلمت وتفوقت في ذلك”.
وقالت ضحى إن رعي الأبقار ساعدها على تحسين وضع عائلتها، موضحة، أنها أصبحت تحصل على “الجبنة واللبنة والسمن، رغم أن العائد المالي من بيع هذه المنتجات ليس كبيرا”.
وتشتكي الراعية من التعب الشديد بسبب عملها الدؤوب، ومن قلة المردود المالي أيضا، وتقول “بالكاد أساعد زوجي قليلا على مصروف الأسرة، لأن راتبه لا يتجاوز 300 دولار”.
وتقول المرأة إن راتب زوجها لا يكفي الأسرة كاملة، خصوصا ولها ابن يدرس في الخارج ويكلفهم الكثير.
وتسعى ضحى إلى توسيع مشروعها، بحثا عن فرص أو دعم يتيح لها النمو والنجاح، مستثمرة في بيئة الريف التي تعيش فيها، رغم الصعاب.

ومنذ عام 2019، يعاني لبنان انهيارا ماليا يُعد من أسوأ الأزمات في العصر الحديث، وفقا للبنك الدولي، إذ فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها إلى متوسط 90 ألفا أمام الدولار من 1500 سابقا.
وبينما انهارت الثقة بالنظام المصرفي بالكامل، فإن البنوك التي كانت يوما رمزا للاستقرار، أصبحت عاجزة عن تلبية طلبات السحب بالدولار، ما أدى إلى تآكل مدخرات المواطنين.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة لعام 2023، يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر وسط تضخم مرتفع تجاوز في بعض المراحل 300%، ما أثّر في القوة الشرائية للمواطنين وجعل تأمين الاحتياجات تحديا يوميا.
وارتفعت معدلات البطالة بشكل حاد لتتجاوز 30% بحلول مطلع 2024، مع مستويات أعلى بين الشباب. هذا الوضع أدى إلى هجرة جماعية للكفاءات خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والهندسة.