لماذا لم يعرف أجدادنا السمنة؟ 3 أسرار من حياتهم تسبق الحميات الغذائية

حاولت مجلة “سايكولوجي توداي” الأمريكية الإجابة على أحد الأسئلة المتكررة عن مرض السمنة المنتشر، “لماذا اتسم أسلافنا بالنحافة رغم أنهم لم يتبعوا أنظمة غذائية معينة؟”.
وقالت المجلة إن الإجابة لا تتوقف فقط على غياب السكر المضاف أو الأطعمة المصنعة من أنظمتهم الغذائية، بل تتجاوز ذلك إلى نمط حياتهم الذي عرف ممارسة الكثير من الأنشطة التي جعلت طاقتهم أعلى، وبالتالي تجنّب زيادة الوزن.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsدراسة: بروتين قد يوقف الالتهاب المزمن ويعالج السمنة
“توازن الطاقة” المفتاح
أشارت المجلة إلى أن معظم الكتابات حول ضبط الوزن تركّز على كمية الطاقة المستمدة من الطعام، لكنها تغفل جانبا أساسيا وهو الطاقة المبذولة.
وأوضحت أن مفتاح الحفاظ على الوزن هو توازن الطاقة بين الداخل (الطعام) والخارج (النشاط).
واستعرضت المجلة 3 فئات سكانية نادرا ما تعاني من السمنة رغم أنها لا تتبع حميات غذائية؛ وهي الصيادون وجامعو الثمار، والمزارعون، والأطفال في مجتمعات نشطة حركيا.
في هذه الحالات كلها، لم يكن النظام الغذائي وحده هو ما يحمي الأفراد من السمنة، بل مستوى النشاط البدني العالي الذي يسهم في حرق السعرات الحرارية بشكل كبير.

ولفتت “سايكولوجي توداي” إلى 3 مصادر رئيسة للطاقة المبذولة:
- “NEAT” (التوليد الحراري من النشاط غير الرياضي): وهي الطاقة التي تُستهلك نتيجة الحركات اليومية غير المرتبطة بالرياضة مثل المشي داخل المكتب، والوقوف، والتمطي أو حتى التثاؤب، وأشارت المجلة إلى أن الأشخاص الذين يتحركون أكثر خلال يومهم يحرقون سعرات حرارية أكثر، حتى لو لم يمارسوا الرياضة بشكل منتظم.
- “BAT” (الأنسجة الدهنية البنية): وهي نوع خاص من الدهون موجود لدى الأطفال وبعض البالغين، تنتج حرارة عالية وتساعد في الحفاظ على حرارة الجسم عند التعرض للبرد، وذكرت المجلة أن التعرض للبرد -كما كان يحدث لأسلافنا الذين قضوا وقتا أطول في الهواء الطلق- يفعّل هذه الدهون ويزيد استهلاك الطاقة.
- “TEF” (التأثير الحراري للطعام): أي كمية الحرارة التي ينتجها الجسم بعد تناول الطعام، وأوضحت المجلة أن تناول وجبات كبيرة تحتوي على البروتين يؤدي إلى حرق سعرات أكثر من تناول وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم.
نمط حياة لا يعرف السمنة
وقالت المجلة إن أسلافنا لم يكونوا نحيفين بالصدفة، بل لأنهم، تناولوا وجبات طبيعية قليلة ومتماسكة، وعاشوا في بيئات باردة تنشّط عملية حرق الدهون، وقضوا أوقاتا طويلة في الحركة والنشاط، حتى في مرحلة الطفولة.
كما لفتت المجلة إلى أن هذا النمط الطبيعي في صرف الطاقة يشبه في تأثيره الفسيولوجي تأثير بعض أدوية إنقاص الوزن الحديثة مثل عقاقير (GLP-1)، التي تعمل على تفعيل هرمونات الشبع وتقليل تخزين الدهون.
وأكدت المجلة أن دراسة نمط حياة الأسلاف لا يُفيد فقط في فهم أسباب السمنة المعاصرة، بل يفتح المجال أمام تبني عادات أكثر فاعلية في الوقاية من زيادة الوزن دون الاعتماد فقط على الحمية الغذائية أو أدوية علاج السمنة.