واقيات الشمس لا تقي… نتائج صادمة يكشفها اختبار أسترالي

المنظمة الأسترالية قالت إن واقي الشمس هو خط الدفاع الأول ضد سرطان الجلد
المنظمة الأسترالية قالت إن واقي الشمس هو خط الدفاع الأول ضد سرطان الجلد (غيتي إيميجز)

كشفت منظمة “تشويس” الأسترالية لحماية المستهلك أن 16 من أصل 20 منتجًا من واقيات الشمس التي خضعت لاختباراتها فشلت في تحقيق مستوى الحماية من أشعة الشمس كما تدّعي على عبواتها.

ووصفت المنظمة نتائج الاختبار، في تقرير لها، بأنه “إخفاق خطير” قد يُعرّض صحة المستهلكين للخطر. وتُعنى المنظمة المستقلة بحماية المستهلك من خلال اختبار المنتجات وتقديم تقييمات موثوقة لتعزيز الشفافية في السوق.

وقالت المنظمة، إنها أجرت اختبارات في مختبر خارجي معتمد لدى إدارة السلع العلاجية الأسترالية (TGA)، باستخدام أحدث المعايير الأسترالية والنيوزلندية، إلى جانب المعايير الدولية الخاصة بقياس فعالية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.

رجل يرش واقي من الشمس في مهرجان بكاليفورنيا (رويترز)
رجل يرش واقي من الشمس في مهرجان بكاليفورنيا (رويترز)

نتائج صادمة

وشمل الاختبار منتجات شائعة من علامات تجارية مختلفة، تتراوح أسعارها بين المنخفضة والعالية، جميعها تُباع في الأسواق الأسترالية وتدّعي تقديم حماية من فئة SPF 50 أو 50+.

ويشير اختصار SPF (معامل الحماية من الشمس) إلى مقياس جودة منتجات العناية بالبشرة من الأشعة فوق البنفسجية.

وجاءت النتائج صادمة، بحسب المنظمة التي قالت إنه تبيّن لها أن معظم هذه المنتجات لا تفي بوعودها.

وقالت إن “بعض الأنواع التي تزعم أنها توفر حماية بمعامل SPF 50+، لم تحقق في الواقع سوى حماية تعادل SPF 20 أو 30، بل إن منتجًا سجل نتيجة كارثية بلغت SPF 4 فقط”.

وأعادت “تشويس” اختبار الواقي في مختبر ألماني مستقل للتأكد من النتائج، فجاءت النتيجة مماثلة تقريبًا عند SPF 5.

وفي المقابل، لم ينجح، بحسب المنظمة، سوى 4 أنواع من الواقيات الشمسية في الوفاء بمستوى الحماية المعلن؛ وهي منتجات: “كانسر كاونسل للأطفال cancer council” و”لاروش بوزاي La Roche Posay” و”ميكا كوزميتيكا Mecca Cosmetica” و”نيتروجينا ألترا شير Neutrogena Ultra Sheer”، إذ تراوحت نتائجها الفعلية بين SPF 51 و72، ما يشير إلى التزام هذه المنتجات بالمعايير المعلنة.

فتح تحقيق

وأكدت المنظمة أن ما توصلت إليه من نتائج لا يعني أن واقي الشمس غير فعال، بل شددت على أن استخدام أي واقي شمس، حتى وإن كانت فعاليته أقل من المعلن، يبقى أفضل بكثير من عدم استخدامه على الإطلاق.

لكنها في الوقت ذاته طالبت الجهات التنظيمية، وعلى رأسها إدارة السلع العلاجية وهيئة المنافسة وحماية المستهلك في أستراليا، بفتح تحقيق فوري في مدى مطابقة هذه المنتجات للمعايير، وعدم الاكتفاء بالتقارير التي تقدمها الشركات المصنعة.

امرأة ترتدي قناعًا واقيًا من الشمس أثناء الطقس الحار في بكين
امرأة ترتدي قناعًا واقيًا من الشمس أثناء الطقس الحار في بكين (epa)

خط الدفاع الأول

وحذّرت “تشويس” من أن ترك الأمر بيد الشركات المنتجة فقط يشكّل تهديدًا حقيقيًا لسلامة المستهلكين، وخصوصا في بلد مثل أستراليا يُسجَّل فيه أحد أعلى معدلات الإصابة بسرطان الجلد في العالم، حيث يُصاب واحد من كل 3 أشخاص بهذا المرض خلال حياتهم.

وفي تعليق له على نتائج التقرير، قال رافي ألام، كبير مستشاري السياسات في “تشويس”: “الواقي الشمسي هو خط الدفاع الأول ضد سرطان الجلد، وملايين الأستراليين يثقون في تصنيف SPF على العبوة”.

واعتبر ألام أنه من حق الناس أن يتأكدوا من أن ما يشترونه يقدم الحماية التي يُروّج لها بالفعل، مضيفا “ما كشفناه يستدعي تدخلاً فوريًا من الجهات التنظيمية”.

وشددت المنظمة على أهمية مواصلة استخدام الواقيات الشمسية، ووضعها على الجلد بكمية كافية وإعادة وضعها بانتظام، إضافة إلى استخدام وسائل الحماية الأخرى، مثل الملابس الواقية والقبعات والنظارات الشمسية وتجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وذلك ضمن سلوك وقائي شامل يحد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان