قضى 4 أشهر في القطاع.. شهادة مفزعة لطبيب إسباني عن المصابين في قطاع غزة (فيديو)

في شهادة مفزعة للجزيرة مباشر، يتذكر الطبيب الإسباني راؤول إنثرتيس، أصعب ما واجهه خلال 4 أشهر قضاها متطوعا في غرف الطوارئ في مستشفيات بقطاع غزة، حيث لم يكن الطب وحده حاضرا، بل خيارات قاسية تفوق القدرة على الاحتمال.

ووصل الطبيب الإسباني إلى قطاع غزة متطوعا مع منظمة “غليا” غير الحكومية تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، وذلك في المدة من إبريل/نيسان حتى يوليو/تموز الماضي.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وقال “باعتبارنا أطباء في غزة، كان علينا أن نختار من ننقذ من المرضى، لأن عددنا لم يكن كافيا لعلاج جميع الحالات”.

ووصف الطبيب الإسباني المشاهد التي عاينها في غرفة الطوارئ قائلا “كان عدد الجرحى كبيرا جدا، يصل في بعض الأحيان إلى 40 مصابا في وقت واحد، وأحيانا 60 أو 70، وفي يوم واحد وصل العدد إلى 200 حالة.. لم يكن ممكنا علاج الجميع بشكل جيد لأن عدد الأطباء والممرضين كان قليلا”.

مشهد الطفلة أسيل

من بين عشرات القصص المؤلمة التي كان إنثرتيس شاهدا عليها، روى الطبيب الإسباني قصة الطفلة أسيل (3 أعوام) التي وصلت إلى قسم الطوارئ وهي تعاني من كسر في الجمجمة تسبب في خروج سائل الدماغ، بالإضافة إلى حروق بالغة، وقال “قررنا أن نعالج الأطفال الآخرين أولًا، لأن حالة أسيل بدت ميؤوسا منها.. في أي مستشفى آخر بالعالم كان يمكن إنقاذها، لكن في غزة كان علينا الاختيار”.

ظن إنثرتيس أن الطفلة ستفارق الحياة خلال 24 ساعة، لكنه فوجئ بعد 3 أسابيع بها على سرير العمليات، وهي على قيد الحياة.

يصف إنثرتيس اللحظة قائلا “كنت سعيدا للغاية، لكن عندما سألت الممرضة عن والديها، أجابتني: لا أحد.. لقد قُتل كل أفراد عائلتها. إنها وحيدة”.

ثم أضافت الممرضة بمرارة “أفضل ما قد يحدث لأسيل هو أن تموت”، بسبب سوء حالتها، وهو ما حدث بعد أيام قليلة، حيث أسلمت الطفلة الروح في وحدة العناية المركزة.

أكثر من 65 ألف شهيد في غزة أكثرهم من الأطفال
أكثر من 65 ألف شهيد في غزة أكثرهم من الأطفال (رويترز)

وقال إنثرتيس إن مأساة الطفلة أسيل لم تكن استثناء في قطاع غزة، موضحا “كل يوم كنا نستقبل أطفالا ونساء مشوهين، وكثير منهم بلا عائلة على قيد الحياة”.

وأضاف “الأطباء الفلسطينيون كانوا يعالجون جيرانهم وأقاربهم ومعارفهم تحت القصف”.

توثيق جرائم الاحتلال

ولم يقتصر دور الأطباء الأجانب في القطاع على تقديم المساعدة الطبية، بل كان لهم واجب آخر، وهو ما أشار إليه إنثرتيس بقوله “نحن أيضا شهود على ما يحدث في غزة، ومهمتنا هي أن نوثق ونُسجل جروح الناس كما لو أننا نقوم بعمل الطب الشرعي”.

واختصر الطبيب الإسباني شهادته بقوله “في غزة، لم يكن علينا أن نمارس الطب فقط، بل أن نعيش معضلة إنسانية كل يوم… الأمر ليس مشكلة أخلاقية، بل إنسانية بحتة. كان علينا أن نتخذ قرارا من يعيش ومن يموت، وخصوصا مع الأطفال”.

وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 65 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 165 ألف جريح، ودمارا شاملا في مساكن القطاع وبنيته الأساسية، ومجاعة واسعة وفق منظمات الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان