دون طعام أو علاج.. النازحون في مراكز الإيواء بالفاشر يعيشون مأساة الحرب في السودان (فيديو)

رصدت “كاميرا” الجزيرة مباشر، الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون والسكان في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط القتال والقصف المتبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع.

والتقت “كاميرا” الجزيرة مباشر بعدد من النازحين في أحد مراكز الإيواء، سردوا فيها الأوضاع المأساوية التي تواجههم، وسط القصف وانعدام الغذاء والدواء، وأجمع كل النازحين بأنهم يقتاتون على “الأمباز” وهو علف الحيوانات.

وقال مواطن مسن من المدينة، إنه لم يستطع الخروج وسط القتال، مشيرا إلى صعوبة ذلك بالنسبة له، لعدم مقدرته المادية وعدم استطاعته تدبير المال للخروج من المدينة إضافة إلى إصابته بشلل في قدمه لا يمكنه من السير.

معظم الضحايا من المدنيين

وأكد المواطن المسن، أن ضحايا القتال الشرس بين الجيش والدعم السريع معظمه من المدنيين، وأشار في هذا الصدد إلى أن ” 3 أرباع الضحايا من المدنيين”.
وقال مواطن آخر أصيب بضربة من مسيّرة أطلقها الدعم السريع، قتل خلالها أكثر من 6 أشخاص وتعرض هو لإصابات، قال إنه لم يجد علاجا لإصابته ويستخدم المسكنات فقط.

وتمنى مواطن آخر أصيب إصابة خطرة في يده، أن تنتهي الحرب ويعم الخير البلد، قال ذلك وسط معاناة شديدة وألم وهو يرقد جريحا في فرشة على الأرض.

علف الحيوانات طعام النازحين

وقالت نازحة من الفاشر من مركز الإيواء، إنها تعيش على طعام التكايا الذي يأتيهم أحيانا، لكن عند عدم توفر ذلك فإنها تلجأ لشراء “الأمباز” وهو علف يستخدم لتغذية الحيوانات.

ومع ذلك قالت النازحة المريضة التي لا تجد أدوية للعلاج، إن سعر “الأمباز” قد ارتفع كثيرا ولم يعد مقدورا على كثير من الناس شراءه.

تحذير من ارتفاع وتيرة العنف

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس، من ازدياد أعداد ضحايا العنف الجنسي في السودان مع ارتفاع وتيرة العنف في الفاشر بشمال دارفور.

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن “عدد حالات الاستقبال ارتفع بشكل كبير بعد الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك”، في ضواحي الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

والفاشر هي المدينة الرئيسة الوحيدة في إقليم دارفور الشاسع التي ما زالت تحت سيطرة الجيش، فيما تسيطر الدعم السريع على بقية الإقليم تقريبا.

وأشارت أطباء بلا حدود إلى أنها قدمت الرعاية “لما يزيد على 302 من ضحايا العنف الجنسي والناجين منه في شمال دارفور” في 5 أسابيع بين مايو/أيار ويونيو/حزيران، بينهم 113 حالة في أسبوع واحد.

وبحسب بيان المنظمة، فإن 97% من “الجناة كانوا من غير المدنيين”، فيما أتت الغالبية العظمى من الناجين من مدينة الفاشر أو مخيم زمزم.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنه بين 23 و24 سبتمبر/أيلول الجاري، نزح أكثر من 1600 شخص من الفاشر “بسبب انعدام الأمن”.

التعرض للقتل والخطف

وأفادت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان وشهود عيان بتعرض المدنيين للقتل أو الخطف أو العنف الجنسي أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر.

ويشهد السودان منذ منتصف إبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، ويُتهم الطرفان باستمرار بارتكاب مجازر.

وتسببت الحرب التي دخلت عامها الثالث بما وصفته الأمم المتحدة بأنها “الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم” وفي شمال دارفور فحسب، يعاني أكثر من مليون شخص المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان