“هوس الطول”.. لأجل بضعة سنتيمترات يكسرون عظامهم ويدفعون آلاف الدولارات
ما لا يخبرك به الإعلان

أصبحت جراحة زيادة طول الأطراف، وهو في الأصل الإجراء الذي كان يُستخدم لعلاج مشاكل العظام الحادة، وقد أصبح اليوم اتجاهًا تجميليًا للراغبين في زيادة طولهم.
ورغم أن الأمر قد يبدو حلا سريعا لمن يريدون طولًا إضافيًا، لكن العملية معقدة جدا، وأفاد موقع (ساينس أليرت) المتخصص في العلوم والصحة، أن العظام والعضلات والأعصاب والمفاصل، تدفع ثمنًا باهظًا، وغالبًا ما تزيد المخاطر على الفوائد المحتملة لهذه الجراحة المعقدة.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4فحص دم حديث يكشف بدقة أعلى خطر الإصابة بأمراض الكلى
- list 2 of 4مجمع الشفاء في غزة يستأنف العمل جزئيا.. وهذا ما يحول دون العودة الكاملة (فيديو)
- list 3 of 4علاج ثوري يمكن أن يبطئ واحدا من “أقسى الأمراض”
- list 4 of 4بعد جدل أثاره ترامب.. دراسة متعمقة تحسم العلاقة بين الباراسيتامول وإصابات التوحد
جراحة تعود لخمسينيات القرن الماضي
وأوضح الموقع الأسترالي في تقرير أن جراحة زيادة طول الأطراف ليست فكرة جديدة، فقد وَضع أساسها جراح العظام السوفييتي غافرييل إليزاروف، في خمسينيات القرن الماضي، حين طور نظامًا لعلاج الكسور التي تشفى بشكل خاطئ والتشوهات الخلقية للأطراف.
وقد أحدثت التقنية ثورة في مجال إعادة ترميم العظام، ولا تزال تمثل الأساس لممارسات الجراحة الحالية. ورغم أن عدد الأشخاص الذين يخضعون لجراحة زيادة الطول لأغراض تجميلية لا يزال محدودًا نسبيًا، فإن الطلب يتزايد في عيادات متخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا والهند وكوريا الجنوبية، حيث تصل تكلفة العملية لعشرات الآلاف من الدولارات.
كيف تتم العملية؟
يشرح الموقع العلمي أن الجراحة تبدأ بكسر العظم، وعادةً ما يكون ذلك في عظم الفخذ أو الساق، وللحفاظ على صحته ونمو عظم جديد، يتم الحرص على ترك الإمداد الدموي والغشاء العظمي الذي يغطيه سليما.
وتابع التقرير أنه يتم أحيانًا استخدام أعمدة تلسكوبية داخلية يمكن تمديدها تدريجيًا عبر تحكم مغناطيسي خارجي، ما يقلل من خطر العدوى ويجنب المريض مظهر الإطار الخارجي. وبعد فترة شفاء قصيرة، يبدأ الجهاز في سحب نهايات العظم ببطء شديد، غالبًا بمعدل مليمتر واحد يوميًا.

ويحفز هذا التمدد البطيء الجسم على ملء الفراغ بعظم جديد، في عملية تُعرف بـ”تكوين العظم”، بينما تمتد العضلات والأوتار والأعصاب والجلد لتتكيف مع التغير.
وخلال أسابيع أو شهور، قد تحقق العملية زيادة في الطول تتراوح بين 5 إلى 8 سنتيمترات في العملية الواحدة، وهو الحد الذي يعتبره معظم الجراحين آمنًا. ويوضح التقرير أنه في بعض الحالات تُجرى الجراحة على عظام الفخذ والساق في نفس الوقت، لتحقيق زيادة قد تصل إلى ما يتراوح بين 12 و15 سنتيمترًا.
المخاطر والآلام
لكن كل سنتيمتر إضافي يزيد من احتمالية المضاعفات، التي تشمل تيبس المفاصل وتهيج الأعصاب وتأخر التئام العظم والعدوى والألم المزمن.
ويكمن التحدي الأساسي للجراحة في أن الجسم يضطر باستمرار لإصلاح عظم يتم سحبه بعيدًا، وعند كسر العظم، تتشكل جلطة دموية حول الكسر، وتبدأ الخلايا العظمية في تكوين نسيج غضروفي مؤقت يُستبدل تدريجيًا بعظم جديد.
وأوضح التقرير أنه في جراحة زيادة الطول، يتم سحب الكسر باستمرار، ما يعيق عملية الشفاء ويجعل العظم الجديد هشًا لفترة طويلة، وهو ما يسبب ألمًا شديدًا يحتاج معه المرضى غالبًا إلى مسكنات قوية وعلاج طبيعي مكثف للحفاظ على القدرة على الحركة.
كما أن العضلات والأوتار تُمدّ إلى ما بعد قدرتها الطبيعية، مما قد يسبب تيبسًا، في حين أن الأعصاب قد تتعرض للإصابة بشكل دائم إذا تم تمديدها أكثر من 6% أو 8٪ من طولها الطبيعي.
وأفاد التقرير أن بعض المرضى يعانون من وخز أو تنميل أو ألم حارق، وقد تكون أضرار الأعصاب في بعض الحالات دائمة، كما أن المفاصل، إذا بقيت متوقفة عن الحركة لأشهر، قد تصاب بالتيبس أو التهاب المفاصل.
بين الفائدة والتجميل
وأوضح التقرير أنه بالنسبة لمن لديهم حاجة طبية، فقد تغير الفوائد حياتهم، أما الراغبون في زيادة الطول لأسباب جمالية فقط، فلا يزال السؤال قائمًا: هل يستحق الألم والشهور الطويلة من المخاطرة و عدم اليقين؟