ممر تجاري بين تركيا وقطر يختصر زمن الرحلة إلى يومين

في خطوة جديدة لكسر الحصار الذي فرضته عدة دول على قطر منذ شهرين، تناقش قطر وتركيا وإيران (السبت) تدشين ممر تجاري جديد مع قطر.
ويقول خبراء إن الممر التجاري المقترح سيؤدي إلى اختصار مدة الشحن من تركيا إلى قطر إلى يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر؛ إذ تبلغ المسافة على سبيل المثال بين مدينة ماردين التركية وميناء بوشهر الإيراني حوالي 1700 كيلو متر، تقطعها السيارة في 22 ساعة تقريبا، فيما تبلغ المسافة بين ميناء بوشهر الإيراني وميناء حمد الدولي في قطر 140 كيلومتر فقط .
وقال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكتشي، في تصريحات صحفية (الجمعة): “سنبحث مع إيران وقطر عن إيجاد ممر تجاري جديد للتجارة مع قطر ووجدنا أسهل حل هو السماح للشاحنات التركية بالمرور عبر الأراضي الإيرانية” .
وأشار الوزير التركي إلى أن ” نقل البضائع عبر البحر مهم ونتوقع تسيير 4 سفن ضخمة محملة بالبضائع لقطر شهرياً، ولكن الشاحنات وسيلة مرنة وسهلة لإيصال الحمولات الصغيرة“.
وكان مساعد الشؤون الاقتصادية لمحافظ بوشهر الإيرانية “سعيد زرين فر”، بعد قد قال بعد أيام من بدء الحصار إنه سيتم تخصيص ميناء بوشهر كمركز للتبادل الاقتصادي بين إيران وقطر، بغية تنمية الصادرات بين الجانبين، وذلك نظرا للمسافة القريبة بين بوشهر وقطر.
وأكد أن بلاده مستعدة لتوفير كافة الاحتياجات القطرية فيما يتعلق بالمواد الغذائية والزراعية، منوهاً إلى أن إيران أعدت برنامجاً لتوفير ما تحتاجه قطر من المواد والسلع الضرورية.
وأشار المسؤول الإيراني، إلى أن تجار محافظة بوشهر لديهم زيارات تاريخية لافتة مع دولة قطر، موضحاً أن تعزيز العلاقات التجارية مع قطر تم الاهتمام به منذ عام 2014 حيث أبرمت اتفاقيات بين الجانبين في هذا الشأن.
وأضاف أنه نظراً للظروف المتأزمة التي تمر بها قطر مع دول جوارها، فقد توفرت فرصة مهمة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وقطر، مشيراً إلى أنه تم في عام 2014 الاتفاق بين “بوشهر” وقطر على تصدير 22 نوعا من المنتجات الإيرانية، قائلا إن الأزمة أدت إلى تضاعف الصادرات الإيرانية الى قطر.
ويبعد ميناء بوشهر عن قطر بمسافة 140 كيلو متراً، وأبدت طهران عقب قرار دول خليجية وعربية قطع العلاقات مع الدوحة، استعدادها لتزويد الدوحة بالمواد الغذائية عبر ثلاثة موانئ إيرانية جنوب البلاد وفي مقدمتها ميناء بوشهر.
على صعيد آخر، في خطوات كسر الحصار قال مصطفى خاقان صافي رئيس مجلس إدارة ميناء درينجا بولاية قوجه إيلي التركية، إنهم سيطلقون خطًا مباشراً يربط الميناء المذكور مع ميناء حمد في العاصمة القطرية الدوحة اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأوضح صافي (الجمعة) في كلمة بعد لقاء جمع شركات قطرية وتركية في مدينة إزمير غربي تركيا، أن تدشين الخط الجديد سيتم بموجب الاتفاق مع شركة “شارلوت للتجارة والمقاولات” القطرية.
وأشار إلى أن حمولات الخط المباشر الجديد، ستتضمن بضائع عامة وسائبة بين الميناءين، ولفت رئيس مجلس الإدارة إلى احتمال ارتفاع متطلبات قطر العامة خصوصا مع اقتراب استضافتها لمونديال 2022 لكرة القدم.
وأكد أنهم يخططون إلى نقل البضائع بين الميناءين في غضون 8 إلى 10 أيام، اعتبارا من تاريخ انطلاقها من ميناء “درينجا” إلى ميناء حمد في الدوحة، وأضاف أنهم سيطلقون 3 رحلات أسبوعياً بعد إطلاق الخط الجديد، وشارك في الاجتماع الذي يعقد في مدينة إزمير، 88 شركة قطرية ونحو 200 شركة تركية، برعاية وزارة الاقتصاد التركية، ووزارة الاقتصاد والتجارة القطرية، واتحاد المصدرين في منطقة إيجه التركية، وغرفة تجارة قطر.
كان وزير الاقتصاد التركي قد أبدى حرص بلاده على تلبية كل الاحتياجات القطرية من البضائع وزيادة التبادلات التجارية.
ومنذ بداية الحصار الرباعي على قطر وإغلاق الممر الأرضي الوحيد الذي يربطها بالسعودية، تمكنت قطر عبر التعاون مع تركيا وإيران من تعويض السلع التي كانت تستورد من دول الحصار، خاصة السعودية ودولة الإمارات.
وقالت تقارير غربية إن الحصار فتح لقطر ممرات تجارية جديدة؛ إذ تمكنت من توسيع علاقاتها التجارية مع العديد من دول العالم.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة القطري، الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، إن الأزمة القطرية الخليجية “تمثل مرحلة جديدة في مسيرة ترسيخ مكانة قطر على خريطة الاقتصاد العالمي وتحقيق استقلالها وأمنها الاقتصادي“.
وأضاف، في كلمة خلال افتتاح أعمال منتدى “لقاءات العمل الثنائية التركية القطرية” في ولاية إزمير التركية، أن قطر تمكنت من “كسر الحصار في غضون ساعات من خلال تفعيل استراتيجياتها وخططها الاستباقية التي وضعتها منذ سنوات طويلة للتصدي لمواجهة أية أزمات محلية أو عالمية”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا“.