أسوأ أسبوع لسوق النفط في 10 سنوات بسبب كورونا وحرب الأسعار السعودية

ختمت أسعار النفط أمس الجمعة أسوأ أسبوع لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 متأثرة بتفشي الفيروس كورونا وجهود السعودية وحلفائها لإغراق السوق بمستويات قياسية من المعروض.

وتسبب المزيج النادر من صدمات العرض، والطلب، في انهيار سوق الخام مع تأهب المنتجين في أنحاء العالم لتخمة نفطية غير متوقعة خلال الأسابيع المقبلة.

وقال دانييل يرجين مؤرخ الطاقة الأمريكي “إنها مشكلة حرب أسعار نفط في خضم سوق محاصرة”.

وتتجه الأسهم العالمية صوب أسوأ أسبوع لها منذ 2008، وسط عمليات بيع في شتى الأسواق مدفوعة بهلع يؤججه فيروس كورونا.

وأصاب الفيروس ما لا يقل عن 138 ألف شخص في أنحاء العالم وأودى بحياة أكثر من 5 آلاف، معطلا أنشطة الشركات والأسواق والحياة اليومية.

ويضخ كبار منتجي النفط مزيدا من الخام في السوق في وقت يشهد انهيار الطلب. واستأجرت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم، أكثر من 30 ناقلة خام عملاقة لتصدير النفط في الأسابيع القادمة، مستهدفة على نحو خاص شركات التكرير الكبيرة التي تعالج النفط الروسي في أوربا وآسيا، في تصعيد لمعركتها مع موسكو على حصص السوق.

وقال غولدمان ساكس إنه أصبح يتوقع فائضا قياسا من النفط قدره 6 ملايين برميل يوميا بحلول أبريل/ نيسان، في سوق عالمية تستهلك عادة نحو 100 مليون برميل يوميا.

وارتفعت الأسعار في معاملات الجمعة، منتعشة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى عن خطط لدعم الاقتصادات الآخذة بالضعف.

لكن خام برنت نزل 25% على مدار الأسبوع، في أكبر خسائره الأسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وارتفع برنت، يوم الجمعة، 63 سنتا ليتحدد سعر التسوية على 33.85 دولارا للبرميل.

وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط حوالي 23% على مدار الأسبوع، وهي أكبر خسارة لها بالنسبة المئوية منذ 2008. وارتفع غرب تكساس 23 سنتا ليغلق على 31.73 دولارا للبرميل، بعد أن صعد في وقت سابق إلى 33.87 دولار.

واستمدت أسواق النفط والأسهم بعض الدعم يوم الجمعة من الآمال في حزمة تحفيز أمريكية قد تخفف الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الفيروس كورونا.

صادرات الخام الأمريكية تهبط مليون برميل يوميا

وقالت مصادر لدى أكبر تجار النفط في الولايات المتحدة إن صادرات الخام الأمريكية ستهوي نحو مليون برميل يوميا في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار، مع إغراق السعودية السوق بنفط مخفض السعر.

وقال تجار لدى ثلاثة مصدرين أمريكيين إن شحنات الخام الأمريكية ستتأثر بفعل تخفيضات الأسعار السعودية.

وتعد الولايات المتحدة من أسرع مصدري النفط نموا في العالم، وشحنت في الفترة الأخيرة أكثر من 4 ملايين برميل يوميا، بعد أن أنهت في أواخر 2015 حظرا دام لعقود على تصدير الخام.

وفعلت الولايات المتحدة ذلك مع تخلي السعودية وروسيا وآخرين عن حصص بالسوق خلال السنوات القليلة الماضية عن طريق اتفاقات لتقليص المعروض بهدف إبقاء الأسعار مرتفعة.

ترمب: سنملأ احتياطي النفط الاستراتيجي “لآخره”

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الجمعة إن الولايات المتحدة ستستغل أسعار النفط المنخفضة لتشتري كمية ضخمة من الخام لتملأ احتياطياتها الاستراتيجية.

وقال “بناء على أسعار النفط، وجهت وزير الطاقة بشراء، بسعر جيد للغاية، كميات ضخمة من النفط الخام للتخزين ضمن الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة، سنملأه لأخره.”

وقال مسؤول في وزارة الطاقة الأمريكية إن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، المخزن في سلسلة مغارات بامتداد سواحل تكساس ولويزيانا، يستطيع استيعاب ما يصل إلى 77 مليون برميل إضافية من النفط. ولم يذكر حجم النفط الذي سَيُشترى للتخزين في الاحتياطي، الذي يوجد فيه حاليا 635 مليون برميل.

المصدر: رويترز

إعلان