كورونا يصعق النشاط الصناعي ويضرب مبيعات السيارات

أدى انتشار فيروس كورونا إلى انكماش حاد للنشاط الصناعي في كوريا الجنوبية واليابان، كما أدى إلى تراجع كبير في مبيعات السيارات.
فقد أظهر مسح للقطاع الخاص، اليوم الإثنين، انكماش نشاط الصناعات التحويلية في كوريا الجنوبية بشكل أسرع في فبراير/ شباط مع تراجع طلبيات التصدير بأسرع وتيرة في أكثر من ست سنوات في ضربة عنيفة للإنتاج، إذ يؤدي فيروس كورونا لتدني الطلب العالمي وأعمال الشركات.
وانخفض مؤشر نيكي/ماركت لمديري المشتريات إلى 48.7 في فبراير/ شباط من 49.8 في يناير كانون الثاني، وبقي دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل النمو عن الانكماش في تسعة من الأشهر العشرة الأخيرة.
وعانت طلبيات التصدير الجديدة من أسوأ انخفاض لها منذ أغسطس/ آب 2013 حيث تسبب الفيروس سريع الانتشار في إحداث فوضى في سلاسل الإمداد العالمية. وأدت إجراءات السفر الصارمة وغيرها من تدابير إلى احتواء المرض في الصين إلى تعطل إنتاج المصانع والعمليات التجارية في الصين وبقية دول العالم.
وتأثر إنتاج المصانع في كوريا الجنوبية بشدة حيث انخفض مؤشره إلى 44.4 من 50.1 في يناير كانون الثاني، مسجلا أكبر تراجع في نحو خمس سنوات.
وقال جو هايز الاقتصادي في آي.إتش.إس ماركت “بشكل غير مفاجئ، تعرض قطاع الصناعات التحويلية في كوريا الجنوبية لصدمة سلبية مزدوجة فيما يتعلق بالعرض والطلب في الاقتصاد في فبراير شباط وسط تفشي فيروس كورونا.”
انكماش أنشطة مصانع اليابان
وتضررت أنشطة المصانع في اليابان وسجلت أكبر انكماش في نحو أربع سنوات في فبراير شباط، مما ينذر بالخطر للقطاع الصناعي في ثالث أكبر اقتصاد في العالم مع اتساع نطاق تفشي فيروس كورونا.
ويعد تباطؤ قطاع الصناعة أوضح دليل حتى الآن على الضرر الذي سيلحقه الفيروس بالنمو العالمي والشركات، ومن المرجح أن يكثف الضغط على صناع القرار في اليابان لتدعيم النمو.
ونزل مؤشر “أو جيبون بنك” لمديري المشتريات في القطاع الصناعي المعدل في ضوء العوامل الموسمية إلى 47.8، مقارنة بالقراءة النهائية 58.8 المسجلة في الشهر السابق. وقراءة فبراير/ شباط هي الأقل منذ مايو/ أيار 2016.
ويظل المؤشر دون مستوى 50 نقطة الفاصل بين الانكماش والنمو للشهر العاشر، وهي أطول فترة انكماش منذ تقلص استمر ستة عشر شهرا حتى يونيو/ حزيران 2009 في خضم الأزمة المالية العالمية.
وأظهر المسح تراجع طلبيات التوريد الجديدة بأسرع وتيرة فيما يزيد على سبعة أعوام بسبب الأوضاع الاقتصادية الضعيفة وانخفاض المبيعات للعملاء في الصين.
انخفاض مبيعات هيونداي 13%
وقالت هيونداي موتور الكورية الجنوبية، اليوم الإثنين، إن مبيعاتها انخفضت 13% على أساس سنوي إلى 275 ألفا و44 سيارة عالميا في فبراير/ شباط وسط تفشي فيروس كورونا الذي أدى إلى تعطل إمدادات المكونات من الصين.
وتحتل هيونداي مع كيا موتورز التابعة لها المرتبة الخامسة عالميا في صناعة السيارات. وهي أول شركة كبري تعلن مبيعات فبراير/ شباط في ظل انتشار الفيروس مما يظهر للمستثمرين تأثيره المحتمل على الصناعة.
ويوم الجمعة، أغلقت هيونداي مصنعا في كوريا الجنوبية بعد أن تأكدت إصابة عامل بالفيروس مما أثر على إنتاج طرز شهيرة مثل باليساد. وقال متحدث باسم المصنع إنه جرى استئناف العمل به.
مبيعات السيارات اليابانية تهبط 10%
وأظهرت بيانات للقطاع الخاص تراجع مبيعات السيارات اليابانية 10.3% في فبراير/ شباط مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وسط تصاعد للمخاوف حيال توقفات الإنتاج وصعوبة توريد المكونات من الصين جراء تفشي فيروس كورونا.
وتعطي الأرقام أحدث مؤشر على اتساع نطاق تأثير الفيروس الجديد على ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
وأظهرت بيانات اتحاد وكلاء السيارات اليابانيين واتحاد آخر لوكلاء فئة السيارات بالغة الصغر – المسماة “كاي” في اليابان – أن المبيعات بلغت 430 ألفا و185 سيارة الشهر الماضي، مقارنة مع 479 ألفا و427 قبل عام.
وتسبب الفيروس، والذي نشأ في الصين، في وفاة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص واضطراب الأسواق المالية العالمية في الوقت الذي يتأهب فيه المستثمرون وصانعو السياسات لضربة شديدة للنمو العالمي. ويوجد في كوريا الجنوبية معظم حالات العدوى خارج بر الصين الرئيسي.