حرب الغاز.. كلمة السر في الأزمة المستعرة بين روسيا وأوكرانيا (فيديو)

تتردد أصداء النزاع الروسي الأوكراني في أنحاء العالم، في وقت يواجه فيه كبار منتجي النفط والغاز معضلة اقتصادية وسياسية تتعلق بالمساعدة على وقف ارتفاع الأسعار وتغطية النقص المحتمل في الإمدادات بأوربا.
وبعد ساعات من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم الخميس، تخطى سعر برميل النفط حاجز 100 دولار للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014، مع زيادة المخاوف بشأن حرب واسعة النطاق في أوربا الشرقية.
الغاز في قلب المعركة
ومع احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي ومرتبة متقدمة في تصديره وخاصة إلى أوربا، تعتبر روسيا لاعبا كبيرا في مجال الطاقة لا يمكن تجاهله.
وتعتبر روسيا من أغنى الدول في احتياطيات الغاز الطبيعي، كما أنها تأتي في المرتبة الأولى في قائمة الدول المصدرة للغاز بنسبة 24% من التجارة العالمية.
خط الغاز (نورد ستريم 2)
تم الانتهاء من خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 1230 كيلومترا في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنه لم يتلق بعد الشهادة النهائية من المنظمين الألمان، ويعزز الخط نقل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا.
عارضت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا ودول من الاتحاد الأوربي هذا خط منذ الإعلان عنه عام 2015، وحذرت من أن المشروع سيزيد من نفوذ موسكو في أوربا.
وفرضت واشنطن يوم الأربعاء عقوبات على الشركة المسؤولة عن بناء خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) الروسي، وحذر البيت الأبيض الأمريكيين من أن الصراع قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود.
وعلق المستشار الألماني (أولاف شولتس) المصادقة على خط أنابيب الغاز الطبيعي (نورد ستريم 2) يوم الثلاثاء، بعد أن أعلنت روسيا الاعتراف رسميا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وقال في مؤتمر صحفي “يجب علينا أن نعيد تقييم الوضع، وخاصة فيما يتعلق بمشروع نورد ستريم 2″، وأضاف أن وزير الاقتصاد سيعيد النظر في عملية منح الترخيص للمشروع نظرا للخطوات الروسية.
ورحبت الولايات المتحدة بوقف ألمانيا خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة في مشاورات وثيقة مع ألمانيا وترحب بإعلانها تعليق المصادقة على خط أنابيب الغاز الروسي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في تغريدة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن “أوضح أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإننا سنتحرك مع ألمانيا لضمان عدم المضي قدما في نورد ستريم 2”.

المخاوف الغربية
يتوقع أن ينقل نورد ستريم 2 الغاز الطبيعي، من خلال خط أنابيب عملاق يبدأ من روسيا ويمر في بحر البلطيق، متجنبا المسار الأرضي الحالي الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية، ليصل إلى الأراضي الألمانية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد ألغت العقوبات المفروضة على خط الأنابيب العام الماضي، ضمن جهودها لإعادة بناء العلاقات مع ألمانيا.
تم الانتهاء من مشروع خط الأنابيب، لكنه لا يزال ينتظر عدة موافقات بيروقراطية من الحكومة الألمانية وهيئات الاتحاد الأوربي، تستغرق عدة أشهر قبل أن يبدأ في ضخ الغاز.
ويخشى الغرب أن يقوي خط الغاز الجديد من النفوذ الروسي في القارة الأوربية، أو أن يصبح وسيلة تمكّن موسكو من ابتزاز حلفاء أمريكا الأوربيين.
يؤكد الرئيس جو بايدن أن إدارته تعمل مع الاتحاد الأوربي لتحديد مصادر أخرى للغاز الطبيعي من مناطق منها شمال أفريقيا ودول شرق أوسطية، إضافة للغاز الطبيعي الأمريكي، في حين تعتمد أوربا على روسيا فيما يقارب 40% من استهلاكها.