تبلغ 150 مليار دولار.. روسيا تعد مرسوما للحد من إمكانية سحب الاستثمارات الأجنبية

قال رئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تعد مرسوما للحد من سحب الاستثمارات الأجنبية الذي بدأ منذ فرض العقوبات على موسكو.
وأوضح في تصريحات أوردتها وكالات الأنباء الروسية “أعد مشروع مرسوم رئاسي لفرض قيود مؤقتة على إخراج المستثمرين الأجانب لأصول روسية، للسماح للشركات باتخاذ قرارات منطقية وليس بضغط سياسي”.

ويهرول كبار المستثمرين العالميين لمعرفة كيف سيتصرفون في استثماراتهم الضخمة بالأسواق الروسية، مثل شركات النفط العالمية الكبرى التي أعلنت سحب استثماراتها من روسيا.
وبحسب ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز لا تقل حيازات مديري الصناديق الأجانب من الأسهم والسندات الروسية عن 150 مليار دولار، وهم يسارعون حاليا لإيجاد طرق لتنفيذ عمليات تخارج من تلك الأصول بعد العقوبات الغربية التي عزلت روسيا عن النظام المالي العالمي (سويفت).
وكان المستثمرون الأجانب يمتلكون 20 مليار دولار من ديون روسيا بالدولار والسندات السيادية المقومة بالروبل بقيمة 41 مليار دولار في نهاية عام 2021، وفقًا لبيانات البنك المركزي الروسي.
لكن استبعاد العديد من البنوك الروسية من شبكة مدفوعات (سويفت) يعني أن المستثمرين الأجانب عالقون الآن، وليس من الواضح كيف يمكنهم الخروج دون الوقوع في مواجهة العقوبات الجديدة، وهم لا يجدون أطرافا مقابلة لديها الاستعداد والقدرة على الشراء.
وأظهرت بيانات بورصة موسكو أن حيازات الأجانب في الأسهم الروسية بلغت 86 مليار دولار، وقرر البنك المركزي الروسي تعليق التداولات في سوق الأسهم ببورصة موسكو اليوم الثلاثاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، في ظل الضغوط الخارجية التي تتعرض لها السوق الروسية.
وجاء في بيان صدر عن المركزي الروسي أنه سينشر قرارا آخر اليوم بشأن عمل سوق الأسهم ليوم غد الأربعاء.

وأشارت الفايننشال تايمز إلى أن البنك المركزي الروسي منع أمس مؤسسات الاستثمار الدولية من بيع الأسهم المحلية في بورصة موسكو.
وتتساءل الصحيفة: حتى إذا أعيد فتح البورصة الروسية، كيف سيخرج مديرو الصناديق أموالهم من هناك بعد خروج روسيا من نظام السويفت؟
ويبدو أنه من الصعب التخلص من الشركات الروسية المدرجة في بورصات أجنبية، فبعض البورصات تحذو حذو ألمانيا وبدأت تعلق التداول على شركات روسية كبرى مثل أيروفلوت وروسنفت وسبيربنك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارات المخاطر طلبت من المتداولين عدم الشراء من القاع بعد انهيار أسهم الشركات الروسية في بورصة لندن.
وقالت يوروكلير اليوم الثلاثاء إنها ستوقف الصفقات المقومة بالروبل التي تتم خارج روسيا اعتبارًا من 3 مارس/ آذار.
وبحسب الصحيفة فإن ذلك سيكون مشكلة بـ10 مليارات دولار بالنسبة لسيتي غروب، في حين تبلغ نحو 650 مليون دولار لغولدمان ساكس، ويعد الاثنان أكبر البنوك الأمريكية المتعاملة في الأوراق المالية الروسية.
وبعد شركات بي بي، وشل، وإكوينور التي أعلنت انسحابها من روسيا ذكرت فايننشال تايمز أن الضغط يتزايد على إكسون موبيل، وجلينكور، وترافيجورا لفعل الأمر نفسه.

وانضمت شركات إتش إس بي سي، وأير كاب (أكبر شركة لتأجير الطائرات في العالم) إلى قائمة متزايدة من الشركات العالمية التي تدرس قطع علاقاتها بروسيا على خلفية العقوبات الغربية.
ونجت شركات الطاقة الروسية حتى الآن من العقوبات الغربية بسبب أهميتها في أسواق الطاقة العالمية ومخاوف الدول الأوربية من تأثر احتياجاتها المحلية، وهو ما يوفر درعا ماليا لبوتين، حسبما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ولسد ثغرة العملات المشفرة شددت وزارة الخزانة الأمريكية على منصات تداول العملات المشفرة للتأكد من أن عدم الالتفاف على العقوبات المفروضة على روسيا عبر استخدام العملات المشفرة لنقل الأموال من روسيا وإليها، وفقا لبلومبرغ.
وفي غضون ذلك، ارتفع سعر البتكوين مساء أمس بنحو 15% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أسبوعين.