تصل إلى 84 مليار دولار.. تقديرات اقتصادية أولية تكشف حجم خسائر الزلزال في تركيا

قال اتحاد الشركات والأعمال التركي إن أسوأ زلزال شهدته تركيا منذ نحو 100 عام خلّف دمارا يمكن أن يكلف البلاد ما يصل إلى 84.1 مليار دولار، في حين قدّر مسؤول حكومي الخسائر بأكثر من 50 مليار دولار.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وقدّر تقرير نشره اتحاد الشركات والأعمال التركي، مطلع الأسبوع الجاري، تكلفة الأضرار بنحو 84.1 مليار دولار من بينها 70.8 مليارا لترميم آلاف المنازل المتضررة و10.4 مليارات خسائر في الدخل القومي و2.9 مليار دولار خسائر تتعلق بأيام العمل.
وقال التقرير إن التكاليف الرئيسية ستتمثل في إعادة بناء المساكن وخطوط النقل والبنية التحتية وتلبية الاحتياجات القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى لإيواء مئات الآلاف الذين أصبحوا بلا مأوى.
الدمار في كل مكان.. هكذا أصبحت #كهرمان_مرعش بعد الزلزال#تركيا #زلزال_تركيا #زلازل_تركيا_سوريا #زلزال pic.twitter.com/rnRwfBEmM4
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 10, 2023
والسبت الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حكومته تخطط لإعادة بناء مئات الآلاف من المساكن مع بنيتها التحتية والفوقية، وإعادة إنشاء المدن التي تعرضت لدمار كبير جرّاء الزلزال الذي ضرب البلاد.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال زيارته مخيما للمتضررين من الزلزال بولاية ديار بكر “نعد شعبنا بأن ننجز عملية إعادة الإعمار في غضون عام واحد فقط”، مؤكدا أن الحكومة تعد برنامجا “لجعل البلاد تنهض من جديد”.
ويعيش نحو 13.4 مليون نسمة، أو 15% من سكان تركيا، في الأقاليم العشرة التي هزها الزلزال والتي تمثل ما يقرب من 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأمس الأحد، قال محمود محيي الدين المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي للصحفيين على هامش منتدى المالية العامة في الدول العربية في دبي إنه من غير المرجَّح أن يكون تأثير الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي على نمو الناتج المحلي الإجمالي لتركيا بالقوة نفسها لما حدث عقب زلزال 1999 الذي ضرب قلب الصناعة.
وأضاف أن استثمارات القطاعين العام والخاص في إعادة الإعمار قد تعطي دفعة لنمو الناتج المحلي الإجمالي بعد التأثير الأولي للكارثة على مدى الأشهر القليلة المقبلة.
ومع ذلك، تفيد تقديرات اقتصاديين ومسؤولين بأن الزلزال سيخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطتين مئويتين هذا العام.
وكانت الحكومة التركية قد توقعت نموا بنسبة 5.5% لعام 2023 قبل الزلزال.
ومن المقرر أن تُجري تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية هذا الصيف في أكبر تحد يواجه أردوغان منذ توليه السلطة قبل 20 عاما.
وتم إعلان حالة الطوارئ لثلاثة أشهر في الأقاليم العشرة المتضررة، وأرجأ البنك المركزي سداد بعض القروض. وأعلنت وزارة الخزانة حالة القوة القاهرة حتى نهاية يوليو/تموز، وأجّلت مدفوعات الضرائب للمناطق المتضررة.
وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا 36 ألفا إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع استمرار العثور على ناجين رغم مرور أسبوع على الكارثة.
وفي اليوم السابع للزلزال، تجاوز عدد قتلاه في تركيا 31 ألفا و643، في حين وصل عدد القتلى في سوريا إلى نحو 4500.