تجار التجزئة يسابقون الزمن لتجنب تأخر الشحنات بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
يضيف الإبحار حول طريق رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لإفريقيا مليون دولار لتكاليف الوقود ونحو 10 أيام إلى زمن الرحلة

يقوم تجار التجزئة في أنحاء العالم بتخزين البضائع قبل عطلة العام القمري الجديد في الصين، ويبحثون عن بدائل مثل النقل الجوي أو السكة الحديد للابتعاد عن البحر الأحمر لمحاولة تجنب نفاد المخزون.
وقال أحد متاجر التجزئة الأوروبية إنه يؤجل الحملات التسويقية لبعض السلع بعينها لحين الحصول على مخزون مناسب.
وتغيّر شركات تشغيل سفن الحاويات الكبرى مثل (ميرسك) و(هاباغ-لويد) مسار السفن بعيدًا عن قناة السويس، التي تُعَد أقصر طريق من آسيا إلى أوروبا، بعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
اضطراب آخر طويل الأمد
وأثار تغيير المسار مخاوف من حدوث اضطراب طويل الأمد آخر في التجارة العالمية، يماثل تعطل سلاسل الإمداد بعد تفشي جائحة كوفيد-19. ويضيف الإبحار حول طريق رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لإفريقيا مليون دولار لتكاليف الوقود، ونحو 10 أيام إلى زمن الرحلة.
وتُظهر المقابلات مع 5 من تجار التجزئة الذين يبيعون كل شيء من الأثاث إلى المكونات الميكانيكية ومع المحللين الخطوات غير العادية التي تتخذها الشركات للتكيف مع التطورات.

وتعتمد شركة (بي دي آي) للأثاث ومقرها الولايات المتحدة بشكل أكبر على المصانع في تركيا وفيتنام، كما تطلب من وسطاء الشحن تجنّب قناتي بنما والسويس وشحن البضائع عبر المحيط الهادي إلى كاليفورنيا، حيث يمكن نقلها بالسكك الحديدية إلى مستودعاتها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وقال حنا حجار، نائب رئيس العمليات في (بي دي آي) للأثاث، إن هناك تراجعًا في مخزون الشركة من أثاث غرف النوم والأثاث المكتبي الموجود بالفعل على متن السفن.
وقال “لم نتوقع كل هذه التأخيرات الأخيرة”، مضيفًا أن الاضطرابات أدّت إلى إطالة وقت وصول الرحلات البحرية من فيتنام بنحو 10 إلى 15 يومًا.
وتدرس الشركات التي تنقل البضائع من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة بدائل مثل السكك الحديدية والنقل الجوي، لكن الأسعار المرتفعة تعني أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية بشأن تحديد المنتجات ذات الأولوية.
وتهدف الشركة إلى خفض اعتمادها على الصين إلى 40% من إجمالي الطلبيات على مدار العامين أو الثلاثة أعوام القادمة من 60% حاليًّا، وذلك من خلال الاستعانة بمصادر أكثر من فيتنام وتركيا.
وعلى الرغم من أن التجارة بين آسيا وأوروبا هي الأكثر عرضة لاضطرابات قناة السويس، فإن ما يصل إلى 30% من الشحنات إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة تتحرك عبر القناة.
سباق مع الزمن
في 10 فبراير/شباط، تغلق المصانع في الصين أبوابها لمدة تتراوح من أسبوعين إلى شهر بمناسبة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، لذلك تحاول الشركات عادة استيراد وتصدير أكبر قدر ممكن قبل ذلك.
ولكن مع إعادة توجيه السفن، سيعود عدد أقل من السفن إلى الصين في الوقت المناسب لتحميل البضائع قبل العطلة. وهذا يعني احتمال حدوث تأخيرات في وصول المنتجات المقرر وصولها إلى المحال في الدول الغربية في إبريل/نيسان أو مايو/أيار. وأبلغ خبراء اللوجستيات بالفعل عن نقص في الحاويات في ميناء نينغبو في الصين.
وقال روب شو، المدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة (فلوينت كوميرس) لبرامج إدارة المخزونات، إن “أسوأ ما يمكن أن يحدث لبائعي التجزئة هو تأخير كبير في منتج لن يتمكنوا من تسويقه بسبب طابعه الموسمي”.
وقالت شركة (ألدي نورد) الأوروبية إنها قد تتسلم سلعًا مثل السلع المنزلية والألعاب والديكورات في وقت متأخر عما كان مخططًا له، ونتيجة لذلك، فإنها تؤجل الإعلان عن منتجات بعينها.
وقالت علامة (نكست) البريطانية إن التأخيرات يمكن التحكم فيها مقارنة بالتأخيرات التي حدثت أثناء كوفيد-19. واستطاعت العلامة التجارية للبيع بالتجزئة، التي تأتي بمعظم منتجاتها من آسيا، تجنب الأزمة من خلال الطلبيات المبكرة واللجوء إلى الشحن الجوي بشكل أكبر.
وأحد الخيارات هو طريق السكك الحديدية من غرب الصين إلى أوروبا الشرقية. وقال كريج بول، المدير الإداري لشركة (كاردينال غلوبال لوجيستكس) في المملكة المتحدة، إن تكلفة استخدام هذا الطريق قفزت إلى ما بين 9000 و10500 دولار لكل حاوية 40 قدمًا من نحو 7000 دولار في نوفمبر/تشرين الثاني، وتتزايد يوميًّا.
وقال ماركو كاستيلي مؤسس شركة (آي سي تريد) إن الشركة، التي تستورد المكونات الميكانيكية من الصين إلى إيطاليا، تستكشف خيار السكك الحديدية ولكن “ليس من السهل العثور على المساحة، للتعويض عن سفينة واحدة، تحتاج إلى 100 قطار”.