الشيكل وبورصة تل أبيب يواصلان الخسائر بعد خفض تصنيف إسرائيل الائتماني

مقر شركة موديز في مانهاتن، نيويورك (رويترز)

واصل الشيكل الإسرائيلي ومؤشر بورصة تل أبيب خسائرهما، اليوم الخميس، مسجلين تراجعا جديدا بنسبة 0.23% و1.41% على التوالي، بعد أن خفضت وكالتا “ستنادرد آند بورز” و”موديز” تصنيف إسرائيل للمرة الثانية لكل منهما هذا العام.

وبحلول الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي، صُرف الدولار الأمريكي مقابل 3.78 شيكل، منخفضا أمام العملة الأمريكية بنسبة 0.23% عن إغلاقه في تعاملات الجلسة السابقة، لتتجاوز خسائر العملة الإسرائيلية في 3 أيام 18%.

وسجل المؤشر الرئيسي في بورصة تل أبيب (TA 35)، في آخر جلسة تداول الثلاثاء، تراجعا حادا منخفضا بنسبة 1.42% إلى 2093.48 نقطة.

يذكر أن البورصة الإسرائيلية مغلقة، اليوم الخميس، لمناسبة أعياد يهودية.

وتلقى الاقتصاد الإسرائيلي أول أمس الثلاثاء ثاني ضربة في أقل من أسبوع، بخفض وكالة “ستاندرد آند بورز” التصنيف الائتماني بدرجة واحدة من (+A) إلى (A) مع نظرة مستقبلية سلبية فيما يبدو تمهيدا لخفض آخر.

جاء ذلك بعد أيام فقط من قرار وكالة “موديز”، يوم الجمعة الماضي، خفض تصنيف إسرائيل درجتين إلى (Baa1) مع نظرة مستقبلية سلبية أيضا، فيما يتوقع محللون أن تخطو وكالة التصنيف العالمية الثالثة “فيتش” خطوة مماثلة قريبا.

وأرجعت “ستاندرد آند بورز” قرارها إلى المخاطر الأمنية المتزايدة في ضوء التصعيد الأحدث في الصراع مع “حزب الله”.

وقالت “ستاندرد آند بورز” في بيان، إنها خفضت التصنيف الائتماني طويل الأجل لإسرائيل من “A+” إلى “A”، وإنها “لا تزال تتمتع بنظرة مستقبلية سلبية  تقول، إنها “تعكس المخاطر التي تهدد نمو إسرائيل، والمالية العامة، وتوازن الميزانية”.

وخفضت الوكالة توقعاتها للنمو في إسرائيل هذا العام والعام المقبل، وتوقعت نموا بنسبة 0% في عام 2024 و2.2% في عام 2025 “إلى جانب اتساع العجز المالي على المديين القصير والمتوسط”.

بنك إسرائيل
ارتفعت تكلفة التأمين ضد مخاطر التعثر في سداد الديون السيادية الإسرائيلية إلى أعلى مستوى في نحو 12 عاما (رويترز)

تداعيات أعمق

ويئن الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضغط الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام، وتداعياتها الإقليمية.

وتسببت الحرب في ارتفاع عجز الموازنة الإسرائيلية إلى 8.3%، جراء الإنفاق العسكري الضخم الذي تجاوز حسب تقديرات إسرائيلية 100 مليار دولار، والأزمات التي خلّفتها الحرب في عدة قطاعات اقتصادية مثل التكنولوجيا والبناء.

وهذا الخفض لتصنيف إسرائيل هو الثاني من “ستاندرد آند بورز”، بعد خفضه للمرة الأولى في أبريل/ نيسان الماضي (AA-) إلى (A+),

وسبق ذلك أن خفضت “موديز” في فبراير/ شباط تصنيف إسرائيل للمرة الأولى من (A1) إلى (A2)، وتلا ذلك قرار مماثل من “فيتش” في “أغسطس/ آب الماضي، بخفض التصنيف من (A+) إلى (A).

ويرى خبراء أن خفض تصنيف إسرائيل 5 مرات في أقل من عام تحذير اقتصادي خطير.

وقالت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية في تقرير، إن تخفيض تصنيف إسرائيل يحمل في طياته تداعيات أعمق من مجرد أرقام، فهو يؤثر بشكل مباشر في ثقة المستثمرين بالاقتصاد الإسرائيلي، كما يؤثر في قدرة إسرائيل على تمويل نفسها بتكاليف معقولة في المستقبل.

ويعني خفض التصنيف الائتماني ارتفاع كلفة الديون الإسرائيلية، وبالتالي عجز الموازنة.

يباع الدولار الأمريكي في السوق الإسرائيلية والفلسطينية، بـ 4.06 شيكل
صُرف الدولار الأمريكي مقابل 3.78 شيكل (رويترز)

تفاقم الديون

وشهدت الديون الإسرائيلية ارتفاعا كبيرا، إذ تعادل نسبة الدين البالغة 70% من الناتج المحلي الإجمالي، ما قيمته 370 مليار دولار، وهو رقم يفوق احتياطات إسرائيل من النقد الأجنبي، البالغة قرابة 200 مليار دولار، بحسب بيانات “بنك إسرائيل”.

ودفعت هذه المؤشرات وزارة المالية الإسرائيلية إلى تخفيض توقعات النمو إلى 1.1% انخفاضا من 1.9%، كما تم خفض توقعات النمو للعام المقبل إلى 4.4% من 4.6%.

وأمس الأربعاء، ارتفعت تكلفة التأمين ضد مخاطر التعثر في سداد الديون السيادية الإسرائيلية إلى أعلى مستوى في نحو 12 عاما، بعد تصعيد العمليات البرية التي تشنها إسرائيل في لبنان وهجوم صاروخي إيراني، ما أثار مخاوف من احتمال تصعيد شديد للصراع.

وأظهرت بيانات من “ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس” أن مبادلات مخاطر الائتمان لأجل 5 سنوات لإسرائيل قفزت 10 نقاط أساس من مستواها عند الإغلاق، أمس الأول، لتسجل 160 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

المصدر : وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان