فاز ترامب بالرئاسة لكن إيلون ماسك الرابح الأكبر.. كيف ذلك؟
برز إيلون ماسك، الملياردير الشهير ومؤسس شركة “تسلا” و”سبيس إكس”، كأحد أبرز داعمي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في تحالف قد يحمل تأثيرات عميقة على مستقبل السياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة.
وقدّم ماسك دعمًا ماليًا غير مسبوق لحملة ترامب الانتخابية، بلغ أكثر من 130 مليون دولار، مما أثار تساؤلات واسعة حول انعكاسات هذا الدعم على مصالحه التجارية وعلى توجيه السياسات الأمريكية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفي خطاب الوداع.. بايدن يقدم خلاصة تجربته في الرئاسة وهذا أبرز ما قاله
ترامب يرد على من ينتقدون تصاعد نفوذ “الرئيس ماسك” في توجيه سياسات الجمهوريين
ترامب يقترح مجددا أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين
مساهمات ماسك لم تتوقف عند الدعم المالي فقط، بل نظم سلسلة من اللقاءات الانتخابية لصالح ترامب، لا سيما في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة التي فاز بها ترامب.
استراتيجيات ماسك
يبدو أن استراتيجية ماسك تهدف إلى خفض القيود التنظيمية على شركاته وتحقيق دعم حكومي أقوى، في خطوة قد تعيد تشكيل بيئة الأعمال في الولايات المتحدة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ماسك ينظر إلى إدارة ترامب كفرصة لتخفيض اللوائح التي تحدّ من توسع مشاريعه وابتكاراته.
حيث صرّح أحد كبار مسؤولي “سبيس إكس” السابقين لوكالة “رويترز” بأن “ماسك يرى أن اللوائح تعوق تقدمه، ويعتبر أن عهد ترامب يوفر له القدرة على تجاوز هذه العقبات”.
تأثير الشراكة في شركات ماسك
تشمل طموحات ماسك التأثير على الجهات التنظيمية في عدة قضايا حيوية، منها تأجيل قرارات الإدارة الوطنية للسلامة المتعلقة بأنظمة مساعدة السائق في “تسلا”، وتسريع الموافقة على تقنيات “نيورالينك” لزراعة شرائح الدماغ، وضمان استمرارية العقود الحكومية لشركته “سبيس إكس”.
ازدهار أسهم “تسلا”
وسجل ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، مكاسب استثنائية بلغت نحو 13 مليار دولار في يوم واحد، إثر إعلان ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وشهدت أسهم “تسلا” ارتفاعا ملحوظا بنسبة تجاوزت 15% في تعاملات الأربعاء، حيث وصل سعر السهم إلى أكثر من 289 دولارًا، بزيادة قدرها 38 دولارًا عن سعر إغلاق اليوم السابق.
وصرّحت أندريا تويني، محللة السوق لدى “ساكسو بنك” لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن “تزايد روابط ماسك بترامب يفتح الأبواب أمام فرص جديدة لتسلا”، وأكدت أن المستثمرين يرون في هذه العلاقة إمكانيات دعم إضافية للشركة.
صعود منصة “X” كأداة تأثير جديدة
وعبر منصته الإعلامية “X” (تويتر سابقًا)، أصبح ماسك يمتلك صوتًا قويًا يتجاوز الإعلام التقليدي، مما يعزز من قدرته على تشكيل الرأي العام والترويج لسياسات ترامب.
وتحولت “X” إلى منصة رئيسة لخطاب مؤيدي ترامب، مما يمكّن ماسك من تعزيز نفوذه السياسي والاجتماعي.
فماسك، الذي كان يُنظر إليه في السابق من قبل الكثيرين على أنه أحمق لشراء “تويتر”، يتحكم الآن في أقوى منصة معلومات للحزب الحاكم في أمريكا. اليوم، يجعل “إكس”، شبكة “فوكس نيوز” تبدو وكأنها كتيب صغير بوجهة نظر يمينية محدودة، كما يقول موقع “إكسيوس”.
وظيفة ماسك في البيت الأبيض
أكّد دونالد ترامب أنه ينوي تكليف ماسك بإجراء “عملية تدقيق شاملة” في الإدارة الأمريكية بغية إصلاحها إصلاحا جذريا، وهي مهمة قبلها أثرى أثرياء العالم.
ولم يكشف النقاب بعد عن الدور المحدد له بالضبط في الولاية الرئاسية الثانية لدونالد ترامب، لكن ماسك نشر صباح الأربعاء صورة مركّبة له في المكتب البيضوي للبيت الأبيض.
Let that sink in pic.twitter.com/XvYFtDrhRm
— Elon Musk (@elonmusk) November 6, 2024
تحديات واستراتيجيات جديدة
طريق ماسك ليس مفروشًا بالورود، إذ يواجه تحديات عديدة، أبرزها التوترات التجارية المحتملة مع الصين التي قد تؤثر في أعمال “تسلا” هناك، وضرورة الحصول على موافقات تنظيمية لتسويق السيارات الذاتية القيادة.
كما أن قيمة منصة “X” شهدت تراجعًا ملحوظًا، ويقول موقع “أكسيوس” حيث فر المعلنون من المنصة، مما أدى إلى انخفاض قيمتها بنسبة 79% منذ اشتراها قبل عامين، وفقًا لأحدث تقييم من “فيديليتي”، وهي الجهة التي ساعدت ماسك في شراء الشركة عندما كانت تُعرف بـ”تويتر”.