خبير: الاقتصاد العالمي يصاب بـ”ضغط مرتفع” والسبب إسرائيل
هل تجرّ الاقتصاد الإقليمي إلى طريق مسدود؟

بعد نحو 5 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتواصل الآثار الاقتصادية السلبية للحرب على قطاعات عدة، منها التجارة العالمية والسياحة والنفط.
وقال أوغوزهان دمير دوغن، الخبير الاقتصادي بمركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط في أنقرة، إن الضغوط على الاقتصادات العالمية والإقليمية سترتفع، إذا استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشركة الشحن البحري اليابانية “إن واي كي” تعلّق مرور سفنها في البحر الأحمر
أعادت سفنا إلى عصر ما قبل قناة السويس.. هجمات الحوثيين تغير حسابات النقل البحري وتشعل الأسعار
انخفاض مؤشر التجارة عبر قناة السويس بنسبة 42% جراء هجمات الحوثيين
وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية على فلسطين تجر الاقتصاد الإقليمي إلى طريق مسدود، مشيرًا إلى وجود خطر ارتفاع أسعار النفط، فضلًا عن ارتفاع أسعار الشحن المستمر منذ بداية الحرب في قطاع غزة.
وصعدت أسعار النفط من متوسط 75 دولارًا قبيل الحرب على قطاع غزة، ووصلت إلى 86 دولارًا في الأسابيع الأولى، بينما تستقر حاليًّا عند 82.4 دولارًا للبرميل من خام برنت.

ارتفاع تكلفة الشحن البحري
وأدّت العمليات العسكرية في البحر الأحمر إلى تغيير مسار كثير من السفن، التي تصل من آسيا إلى أوروبا، لتدور حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، بدلًا من المرور في قناة السويس، كي تتجنب المرور في البحر الأحمر.
وأوضح دمير دوغن أن الطرق البديلة لقناة السويس تزيد من تكلفة وقود السفن ذهابًا وإيابًا بنحو مليون دولار لكل سفينة، مما يعني أن تكاليف الشحن البحري ارتفعت بنسبة 40% كمتوسط، وتجاوزت تكلفة بعض الرحلات 170% وفق صندوق النقد الدولي.
ويشن الحوثيون هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، وهو ما دفع شركات شحن عملاقة إلى تعليق كل رحلاتها عبر البحر الأحمر. وتعهّد الحوثيون بمواصلة هجماتهم في البحر الأحمر حتى ينتهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أما عن التأثير السلبي للحرب في غزة على الصين، التي تنفذ 80% من تجارتها الخارجية عن طريق البحر، فقد ذكر دمير دوغن أن الصين تأثرت سلبًا بالتطورات، وعلى إثرها وضعت الطرق البرية البديلة على جدول أعمالها لتلبية الطلب الخارجي.
تراجع إيرادات قناة السويس
وذكر دمير دوغن أن تراجع الشحنات البحرية عبر قناة السويس أثّر في الاقتصاد المصري، إذ تُعَد القناة مصدرًا مهمًّا للعملة الأجنبية في البلاد.
وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين الماضي، إلى أن دخل قناة السويس الذي كان يدر على مصر نحو 10 مليارات دولار سنويًّا، تراجع بنسبة من 40 إلى 50%.
وأخيرًا، أعلنت شركة (ميرسك) الدنماركية للشحن البحري -وهي من أكبر شركات الشحن في العالم- تراجع أرباحها بنسبة 87% على أساس سنوي، خلال الربع الأخير من عام 2023، بسبب أزمة البحر الأحمر.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، علقت ميرسك وشركات شحن تجارية كبرى عبور سفنها في البحر الأحمر، وحولت مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح جنوب دولة جنوب إفريقيا، مما تطلَّب نحو أسبوعين إضافيين ونفقات أعلى للوصول إلى وجهاتها النهائية.
تراجع قطاع السياحة
وكانت دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية قد أوضحت أن خسائر 3 دول مجاورة لإسرائيل، وهي مصر والأردن ولبنان، نتيجة تراجع الناتج المحلي الإجمالي بسبب الحرب في غزة، تصل إلى 10.3 مليارات دولار.
وأسفر التراجع في قطاع السياحة والاستثمار بالدول الثلاث إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي لها بنسبة 2.3% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب. وحذرت الدراسة من أن هذه الخسائر تتزايد كلما طال أمد الحرب.