تايمز أوف إسرائيل: الاقتصاد الإسرائيلي في خطر شديد مع استمرار الحرب في غزة

آثار قصف الصواريخ من غزة على المباني في تل أبيب

نقلت مجلة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم الثلاثاء عن خبراء اقتصاد إسرائيليين قولهم إن اقتصاد البلاد لا يمكن أن يصمد في ظل توقف السياحة وإجبار الشركات الصغيرة على وقف نشاطها وإبطاء الشحن وزيادة العجز.

وقالت المجلة “بعد ما يقارب 11 شهرا من الحرب مع حركة حماس، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي مع استمرار الحملة العسكرية في غزة، دون إظهار أي علامات على أنها توشك على الانتهاء مع تهديد بالتصعيد إلى صراع أوسع نطاقا”.

وأضافت في تقرير “الحرب الأكثر دموية وتدميرا على الإطلاق بين إسرائيل وحماس ألحقت الضرر بآلاف الشركات الصغيرة وأضعفت الثقة الدولية في الاقتصاد”.

ونقلت المجلة عن كرنيت فلوغ رئيسة البنك المركزي الإسرائيلي السابقة قولها “إن الاقتصاد في الوقت الحالي يعيش حالة من عدم اليقين الشديد، وهو مرتبط بالوضع الأمني وإلى متى ستستمر الحرب، وما مدى شدتها، وما إذا كان هناك تصعيد آخر”.

وأشارت المجلة إلى أن “الاقتصاد الإسرائيلي تعافى من الصدمات السابقة، بما في ذلك الحروب الأقصر مع حماس. لكن هذا الصراع الأطول أوجد ضغوطا أكبر، بما في ذلك تكلفة إعادة البناء، وتعويض أسر الضحايا وجنود الاحتياط، والإنفاق العسكري الضخم”.

سوق محانيه يهودا الفارغ إلى حد كبير في القدس
سوق محانيه يهودا في القدس يبدو فارغا إلى حد كبير (تايمز أوف إسرائيل)

120 مليار دولار

وقال يعكوف شينين، وهو خبير اقتصادي يتمتع بخبرة عقود في تقديم المشورة لرؤساء الوزراء الإسرائيليين والوزارات الحكومية، إن التكلفة الإجمالية للحرب قد تصل إلى 120 مليار دولار، أو 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وذكرت المجلة أنه من بين الدول الـ38 الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، شهد اقتصاد إسرائيل أكبر تباطؤ من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران.

وخفضت وكالة “فيتش” تصنيف إسرائيل من A+ إلى A في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن قامت وكالتي “ستاندرد آند بورز” و”موديز” بخطوات مماثلة.

وحذرت فيتش من أن الصراع في غزة قد يستمر حتى عام 2025 بسبب إمكانية “الإنفاق العسكري الإضافي الكبير وتدمير البنية التحتية والمزيد من الأضرار المستدامة للنشاط الاقتصادي والاستثمار”.

وفي إشارة أخرى مقلقة، قالت وزارة المالية هذا الشهر إن عجز الميزانية ارتفع خلال الأشهر الـ12 الماضية إلى أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 6.6% التي توقعتها الوزارة لعام 2024.

بنك إسرائيل
ارتفع عجز الميزانية خلال الأشهر الـ12 شهرا الماضية إلى أكثر من 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي (رويترز)

إغلاق 46000 شركة

وأغلقت العديد من الشركات الصغيرة أبوابها بسبب استدعاء أصحابها وموظفيها لأداء الخدمة العسكرية الاحتياطية. وتواجه شركات أخرى صعوبات في ظل التباطؤ الأوسع نطاقا.

وتشير شركة معطيات الأعمال الإسرائيلية (CofaceBDI) إلى أن نحو 46 ألف شركة أغلقت أبوابها منذ بداية الحرب، 75% منها شركات صغيرة.

وحتى فندق أميركان كولوني الشهير في القدس، وهو محطة شعبية للسياسيين والدبلوماسيين ونجوم السينما، قام بتسريح العمال ويفكر في خفض الأجور، حسبما قال جيريمي بيركوفيتس، الذي يمثل أصحاب الفندق: “لقد فكرنا في وقت ما في الإغلاق لبضعة أشهر”، وقال بيركوفيتس “ولكن هذا يعني بطبيعة الحال تسريح جميع الموظفين. وكان هذا يعني هجر الحدائق، التي قمنا بتطويرها على مدار 120 عاما”.

وقال شينين إن أفضل طريقة لمساعدة الاقتصاد على التعافي هي إنهاء الحرب. ولكنه حذر قائلا: “إذا كنا عنيدين واستمررنا في هذه الحرب، فلن نتعافى”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان