لماذا انهارت الأسهم الأمريكية؟ وماذا نعرف عن الركود الاقتصادي؟

ارتفعت أسعار الذهب، أمس الاثنين، مدعومة بمخاوف من اتجاه الولايات المتحدة نحو ركود اقتصادي، وتزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد يضطر إلى تبنّي سياسة تيسير نقدي حادة.
وأظهرت بيانات نُشرت يوم الجمعة نمو الوظائف في الولايات المتحدة في يوليو/تموز بأقل من التوقعات، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، مما يشير إلى ضعف محتمل في سوق العمل وزيادة مخاطر الركود.
فما هو الركود الاقتصادي؟ وماذا يعني انهيار الأسهم الأمريكية الذي حدث أخيرا؟
تعريف الركود الاقتصادي
يرى خبراء الاقتصاد أن الركود هو حالة تحدث عندما ينخفض النشاط الاقتصادي بشكل ملحوظ ومطرد على مدى فترة زمنية طويلة، عادة تستمر لربعين متتاليين أو أكثر، ويتميز بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة معدلات البطالة، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري، وتراجع أرباح الشركات.

ماذا يحدث في حالة الركود؟
خلال فترة الركود تضطر الشركات إلى تقليل التوظيف وتسريح العمال وتقليل ساعات العمل، وتتركز معظم حالات فقدان الوظائف في قطاع الخدمات ولا سيما على المنصات الرقمية، حيث تميل الأرباح إلى الانخفاض وتكون العمالة غير مستقرة.
ماذا حدث للأسهم الأمريكية؟
هبطت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد عند الافتتاح يوم الجمعة الماضي، بعد بيانات ضعيفة للوظائف، مما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 272.6 نقطة أو 0.68% إلى 40 ألفا و75.33 نقطة عند الفتح. كما خسر مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” 70.1 نقطة أو 1.29% إلى 5376.63 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك المجمع 413.7 نقطة أو 2.41% إلى 16 ألفا و780.446 نقطة.
وفي الأثناء، انخفض الدولار بعد تقرير وظائف أضعف من المتوقع في يوليو/تموز الماضي، مما زاد من التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول المقبل لمنع تباطؤ اقتصادي حاد.

وبيعت الأسهم بشكل حاد يوم الجمعة مع دخول مؤشر ناسداك المركب منطقة التصحيح، وسط مخاوف اقتصادية وأرباح ضعيفة من العديد من شركات التكنولوجيا الرائدة.
وذكرت وزارة العمل الأمريكية، يوم الجمعة، أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.3%، حيث أضاف أصحاب العمل 114 ألف وظيفة في يوليو، وهو أداء أضعف من المتوقع.
تداعيات خطيرة
ومع وصول معدل البطالة حاليا إلى أعلى مستوياته منذ الخروج من الركود الناجم عن الوباء في عام 2021، حذر خبراء الاقتصاد ومحللو البنوك والمستثمرون من أن إشارات الركود تزداد وضوحا.
وعكست الأسواق المالية يوم الجمعة المخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي أضاع فرصة لإنقاذ الاقتصاد من الانحدار من خلال التمسك بخفض أسعار الفائدة.
كما تباطأ نمو الأجور بشكل كبير في يوليو، حيث زاد بنسبة 0.2% عن يونيو، وبنسبة 3.6% على مدار العام الماضي، وهو أبطأ نمو منذ مايو/أيار 2021.
وبدأ محللون في وول ستريت يرون أن عدم تدخل الفيدرالي خلال أيام قليلة قادمة، بإعلانه خفضا على أسعار الفائدة، من شأنه أن يُدخل الاقتصاد الأمريكي في ركود.
واجتماع الفيدرالي المقبل سيكون في 17 سبتمبر، في حين تبلغ أسعار الفائدة حاليا نطاق (5.25-5.5)%، وهو أعلى مستوى منذ 23 عاما.